فاسِقُونَ (١٦) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (١٧) إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٩) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (٢٠))
(يَوْمَ) وهو يوم القيامة بعد ما طفئ نور المنافقين على الصراط (يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) من الرجال (وَالْمُنافِقاتُ) من النساء (لِلَّذِينَ آمَنُوا) للمؤمنين المخلصين على الصراط (انْظُرُونا) ارقبونا وانتظرونا يا معشر المؤمنين (نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) نستضئ بنوركم ونجوز به على الصراط معكم (قِيلَ) يقول لهم المؤمنون ، ويقال : يقول لهم الملائكة ، ويقال : يقول لهم الله : (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) خلفكم إلى الدنيا ، ويقال : إلى الموقف حيث أعطينا النور (فَالْتَمِسُوا) فاطلبوا (نُورٍ أَ) وهذا استهزاء من الله على المنافقين ، ويقال : من المؤمنين على المنافقين ، فيرجعون فى طلب النور (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ) يقول : بنى بينهم وبين المؤمنين (بِسُورٍ) بحائط (لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) الجنة (وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣)) من نحوه النار (يُنادُونَهُمْ) من وراء السور (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) على دينكم يا معشر المؤمنين (قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) أهلكتم أنفسكم بكفر السر والنفاق (وَتَرَبَّصْتُمْ) تركتم التوبة من الكفر والنفاق ، ويقال : انتظرتم موت محمد صلىاللهعليهوسلم وإظهار الكفر (وَارْتَبْتُمْ) شككتم بالله وبالكتاب والرسول (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) الأباطيل والتمنى (حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ) وعد الله بالموت على غير التوبة من الكفر والنفاق (وَغَرَّكُمْ بِاللهِ) عن طاعة الله (الْغَرُورُ (١٤)) يعنى الشيطان ، ويقال : اباطيل الدنيا إن قرأت بضم الغين (فَالْيَوْمَ) وهو يوم القيامة (لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ) لا يقبل منكم يا معشر المنافقين (فِدْيَةٌ) فداء (وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ولم يؤمنوا (مَأْواكُمُ النَّارُ) مصيركم النار (هِيَ مَوْلاكُمْ) أولى بكم النار (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥)) صاروا إليه النار ، قرناؤهم الشياطين وجيرانهم الكفار طعامهم الزقوم وشرابهم الحميم ولباسهم مقطعات النيران وزوارهم الحيات والعقارب.
ثم ذكر قلوبهم إذا كانوا فى الدنيا ، فقال : (أَلَمْ يَأْنِ) ألم يحن وقت (لِلَّذِينَ