ما فرضنا عليهم الرهبانية ، ولو فرضنا عليهم الرهبانية (فَما رَعَوْها) فما حفظوا الرهبانية (حَقَّ رِعايَتِها) حق حفظها (فَآتَيْنَا) فأعطينا (الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ) من الرهبان (أَجْرَهُمْ) ثوابهم مرتين بالإيمان والعبادة وهم الذين لم يخالفوا دين عيسى ابن مريم ، وبقى منهم أربعة وعشرون رجلا فى أهل اليمن جاؤوا إلى النبى صلىاللهعليهوسلم وآمنوا به ، ودخلوا فى دينه (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ) من الرهبان (فاسِقُونَ (٢٧)) كافرون وهم الذين خالفوا دين عيسى.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله (وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) اثبتوا على إيمانكم بالله ورسوله (يُؤْتِكُمْ) يعطيكم (كِفْلَيْنِ) ضعفين (مِنْ رَحْمَتِهِ) من ثوابه وكرامته (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) بين الناس وعلى الصراط (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ذنوبكم فى الجاهلية (وَاللهُ غَفُورٌ) لمن تاب (رَحِيمٌ (٢٨)) لمن مات على التوبة (لِئَلَّا يَعْلَمَ) لكى لا يعلم (١)(أَهْلُ الْكِتابِ) عبد الله بن سلام وأصحابه (أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ) من ثواب الله (وَأَنَّ الْفَضْلَ) الثواب والكرامة (بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ) يعطيه (مَنْ يَشاءُ) من كان أهلا لذلك (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ) ذو المن (الْعَظِيمِ (٢٩)) على المؤمنين بالثواب والكرامة نزل من قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلى هاهنا فى شأن عبد الله بن سلام حيث افتخر على أبى كعب وأصحابه ، بأن لنا أجرين ، ولكم أجر واحد.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٧ / ١٤٢) ، وزاد المسير (٨ / ١٧٩) ، والبحر المحيط (٨ / ٢٢٩) ، والتبيان للعكبرى (٢ / ٢٥٧) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٥٤).