أقامه من المجلس فأنزل الله فيهم هذه الآية (١).
(وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا) ارتفعوا فى الصلاة والجهاد والذكر (فَانْشُزُوا) فارتفعوا (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) فى السر والعلانية فى الدرجات (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أعطوا العلم مع الإيمان (دَرَجاتٍ) فضائل فى الجنة فوق درجات الذين أوتوا الإيمان بغير علم ، إذا المؤمن العالم أفضل من المؤمن الذى ليس بعالم (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من الخير والشر (خَبِيرٌ (١١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (إِذا تَناجَيْتُمْ) إذا كلمتم (الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) نزلت هذه الآية فى أهل الميسرة منهم من كانوا يكثرون المناجاة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم دون الفقراء حتى تأذى بذلك النبى صلىاللهعليهوسلم والفقراء فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم بالصدقة قبل أن يتناجوا مع النبى صلىاللهعليهوسلم بكل كلمة أن يتصدقوا بدرهم على الفقراء ، فقال (٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (إِذا تَناجَيْتُمْ) إذا كلمتم (الرَّسُولَ) محمدا صلىاللهعليهوسلم (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) قبل أن تكلموا نبيكم تصدقوا بكل كلمة درهما (ذلِكَ) الصدقة (خَيْرٌ لَكُمْ) من الإمساك (وَأَطْهَرُ) لقلوبكم من الذنوب ، ويقال : لقلوب الفقراء من الخشونة (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) الصدقة يا أهل الفقر فتكلموا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما شئتم بغير التصدق (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) متجاوز لذنوبكم (رَحِيمٌ (١٢)) لمن تاب منكم فانتهوا عن المناجاة لقبل الصدقة فلامهم الله بذلك.
فقال : (أَأَشْفَقْتُمْ) أبخلتم يا أهل الميسرة (أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) أن تصدقوا قبل أن تكلموا النبى صلىاللهعليهوسلم على الفقراء (٣)(فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا) إن لم تعطوا الصدقة (وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) تجاوز الله عنكم أمر الصدقة (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فيما أمركم (وَآتُوا الزَّكاةَ) أعطوا زكاة أموالكم (وَأَطِيعُوا اللهَ) فيما أمركم (وَرَسُولَهُ) فيما أمركم (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣)) من الخير والشر ، فلم يتصدق منهم أحد غير على بن أبى طالب ، تصدق بدينار باعه بعشرة دراهم بعشر كلمات ، سألهن النبى صلىاللهعليهوسلم ،
__________________
(١) انظر : تفسير القرطبى (١٧ / ٢٩٦) ، ومعانى القراءات للأزهرى (٤٨٥).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢٨ / ١٤) ، وزاد المسير (٨ / ١٩٤) ، والدر المنثور (٦ / ١٨٥) ، ولباب النقول (ص ٢٠٧).
(٣) انظر : تفسير الطبرى (٢٨ / ١٤) ، والقرطبى (١٧ / ٣٠١) ، والدر المنثور (٦ / ١٨٥) ، ولباب النقول (ص ٢٠٧).