ثم نزل فى شأن عبد الله بن أبى وأصحابه بولايتهم مع اليهود ، فقال : (أَلَمْ تَرَ) ألم تنظر يا محمد (إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا) فى العون والنصرة (قَوْماً) يعنى اليهود (غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) سخط الله عليهم (ما هُمْ) يعنى المنافقين (مِنْكُمْ) فى السر فيجب لهم ما يجب لكم (وَلا مِنْهُمْ) يعنى اليهود فى العلانية فيجب عليهم ما يجب على اليهود (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ) بالكذب بأنا مؤمنون مصدقون بإيماننا (وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤)) أنهم كاذبون فى حلفهم (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ) للمنافقين عبد الله بن أبى ، وأصحابه (عَذاباً شَدِيداً) فى الدنيا والآخرة (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٥)) بئسما كانوا يصنعون فى نفاقهم (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ) حلفهم بالله الكاذبة (جُنَّةً) من القتل (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) صرفوا الناس عن دين الله وطاعته فى السر (فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٦)) يهانون به فى الآخرة (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ) كثرة أموالهم أموال المنافقين واليهود (وَلا أَوْلادُهُمْ) كثرة أولادهم (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (شَيْئاً أُولئِكَ) المنافقون واليهود (أَصْحابُ النَّارِ) أهل النار (هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٧)) دائمون فى النار لا يموتون ولا يخرجون منها.
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢))
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) يعنى المنافقين واليهود ، وهو يوم القيامة (فَيَحْلِفُونَ لَهُ) بين يدى الله ما كنا كافرين ولا منافقين (كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) فى الدنيا (وَيَحْسَبُونَ) يظنون (أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) من الدين (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨)) عند الله فى حفلهم (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) غلب عليهم الشيطان فأمرهم بطاعته فأطاعوه (فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ) حتى تركوا طاعة الله فى السر (أُولئِكَ) يعنى اليهود والمنافقين (حِزْبُ الشَّيْطانِ) جند الشيطان (أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ) جند الشيطان (هُمُ