الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤))
ثم قال للمؤمنين : (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ) يقول : خوف المنافقين واليهود من سيف محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، أشد من خوفهم من الله (ذلِكَ) الخوف (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (١٣)) أمر الله وتوحيد الله (لا يُقاتِلُونَكُمْ) يعنى بنى قريظة والنضير (جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ) فى مدائن وقصور حصينة (أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ) أو بينكم وبينهم حائط (بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ) يقول : قتالهم فيما بينهم شديد إذا قاتلوا قومهم لا مع محمد صلىاللهعليهوسلم ، وأصحابه (تَحْسَبُهُمْ) يا محمد ، يعنى المنافقين واليهود من بنى قريظة والنضير (جَمِيعاً) على أمر واحد (وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) مختلفة (ذلِكَ) الخلاف والخيانة (بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (١٤)) أمر الله وتوحيده (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يقول : مثل بنى قريظة فى نقض العهد والعقوبة ، كمثل الذين من قبلهم من قبل بنى قريظة (قَرِيباً) بسنتين (ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ) عقوبة أمرهم بنقض العهد وهم بنو النضير (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٥)) وجيع فى الآخرة (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ) يقول : مثل المنافقين مع بنى قريظة حيث خذلوهم كمثل الشيطان مع الراهب (إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ) الراهب برصيصا (اكْفُرْ) بالله (فَلَمَّا كَفَرَ) بالله خذله (قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ) ومن دينك (إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (١٦)).
(فَكانَ عاقِبَتَهُما) عاقبة الشيطان والراهب (أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها) مقيمين فى النار (وَذلِكَ) الخلود فى النار (جَزاءُ الظَّالِمِينَ (١٧)) عقوبة الكافرين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (اتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله (وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ) كل نفس برة أو فاجرة (ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) ما عملت ليوم القيامة ، فإنما تجد يوم القيامة ما عملت فى الدنيا إن كان خيرا فخير ، وإن كان شرا فشر (وَاتَّقُوا اللهَ) اخشوا الله فيما تعملون (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)) من الخير والشر (وَلا تَكُونُوا) يا معشر المؤمنين فى المعصية (كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ) تركوا طاعة الله فى السر وهم المنافقون ، ويقال : تركوا طاعة الله فى السر والعلانية ، وهم اليهود (فَأَنْساهُمْ