أَنْفُسَهُمْ) فخذلهم الله حتى تركوا طاعة الله (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (١٩)) الكافرون بالله فى السر ، يعنى المنافقين ، وإن فسرت على اليهود ، ويقال : هم الكافرون بالله فى السر والعلانية.
(لا يَسْتَوِي) فى الطاعة والثواب (أَصْحابُ النَّارِ) أهل النار (وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) أهل الجنة (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠)) فازوا بالجنة ونجوا من النار (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ) الذى يقرؤه عليكم محمد صلىاللهعليهوسلم (عَلى جَبَلٍ) أصم رأسه فى السماء وعرقه فى الأرض السابعة السفلى (لَرَأَيْتَهُ) ذلك الجبل بقوته (خُشَّعاً) خاضعا مستكينا مما فى القرآن من الوعد والوعيد (مُتَصَدِّعاً) متكسرا متفشخا متشققا (مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) من خوف الله (وَتِلْكَ) هذه (الْأَمْثالُ نَضْرِبُها) نبينها (لِلنَّاسِ) فى القرآن (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)) لكى يتفكروا فى أمثال القرآن.
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ) ما غاب عن العباد وما يكون (وَالشَّهادَةِ) ما علمه العباد وما كان (هُوَ الرَّحْمنُ) العاطف على البر والفاجر بالرزق لهم (الرَّحِيمُ (٢٢)) خاصة على المؤمنين بالمغفرة ودخول الجنة (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ) الدائم الذى لا يزول ملكه (الْقُدُّوسُ) الطاهر بلا ولد ولا شريك (١)(السَّلامُ) يسلم خلقه من زيادة عذابه على ما يجب عليهم بفعلهم (الْمُؤْمِنُ) أمن خلقه من ظلم نفسه ، ويقال : (السَّلامُ) سلم أولياءه من عذابه (الْمُؤْمِنُ) يقول : هو آمن على مقدوره (الْمُهَيْمِنُ) الشهيد (الْعَزِيزُ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْجَبَّارُ) الغالب على عباده (الْمُتَكَبِّرُ) على أعدائه ، يقال : المتبرئ عما تخيلوه (سُبْحانَ اللهِ) نزه نفسه (عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣)) به من الأوثان.
(هُوَ اللهُ الْخالِقُ) للنطف فى أصلاب الآباء (الْبارِئُ) المحول من حال إلى حال (الْمُصَوِّرُ) ما فى الأرحام ذكرا أو أنثى ، شقيا ، أو سعيدا ، ويقال : البارئ الجاعل الروح فى النسمة (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) الصفات العلى العلم والقدرة والسمع ، والبصر ، وغير ذلك فادعوه بها (يُسَبِّحُ لَهُ) يصل له ، ويقال : يذكره (ما فِي السَّماواتِ) من الخلق (وَالْأَرْضِ) من كل شىء حى (وَهُوَ الْعَزِيزُ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْحَكِيمُ (٢٤)) فى أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٨ / ٣٦) ، وزاد المسير (٨ / ٢٢٦) ، وتفسير القرطبى (١٨ / ٤٥).