(الطَّيْرُ) وتذهب به حيث يشاء (أَوْ تَهْوِي) تذهب (بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (٣١)) بعيد (ذلِكَ) التباعد لمن أشرك بالله (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) مناسك الحج فيذبح أسمنها وأعظمها (فَإِنَّها) يعنى ذبيحة أسمنها وأعظمها (مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢)) من صفاوة القلوب وإخلاص الرجل (لَكُمْ فِيها) فى الأنعام (مَنافِعُ) فى ركوبها وألبانها (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) إلى حين تقلد وتسمى هديا (ثُمَّ مَحِلُّها) منحرها (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣)) إن كانت للعمرة ، وإن كانت للحج فإلى منى (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ) من المؤمنين (جَعَلْنا مَنْسَكاً) مذبحا لهم لحجتهم وعمرتهم (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) على ذبيحة الأنعام (فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) بلا ولد ولا شريك (فَلَهُ أَسْلِمُوا) أى أخلصوا بالعبادة والتوحيد (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤)) المجتهدين المخلصين بالجنة (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ) أمروا بأمر من قبل الله (وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) خافت قلوبهم (وَالصَّابِرِينَ) وبشر الصابرين أيضا بالجنة (عَلى ما أَصابَهُمْ) من المرازى والمصائب (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ) وبشر المقيمين للصلوات الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها ، وما يجب فيها من مواقيتها بالجنة أيضا (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال (يُنْفِقُونَ (٣٥)) يتصدقون ويؤدون زكاتها.
(وَالْبُدْنَ) يعنى البقر والإبل (جَعَلْناها لَكُمْ) سخرناها لكم (مِنْ شَعائِرِ اللهِ) من مناسك الحج لكى تذبحوا (لَكُمْ فِيها) فى الأضاحى (خَيْرٌ) ثواب (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها) أى على ذبحها (صَوافَ) خالص (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها) فإذا خرجت لجنبها بعد الذبح (فَكُلُوا مِنْها) من الأضاحى (وَأَطْعِمُوا) أعطوا (الْقانِعَ) السائل الذى يقنع باليسير (وَالْمُعْتَرَّ) الذى يعترضك ولا يسألك (كَذلِكَ) الذى ذكرت لكم (سَخَّرْناها) ذللنها (لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦)) لكى تشكروا نعمته ورخصته (لَنْ يَنالَ اللهَ) لن يصل إلى الله (لُحُومُها وَلا دِماؤُها) وكانوا فى الجاهلية يضربون لحوم الأضاحى على حائط البيت ويتلطخون بدمها فنهاهم الله عن ذلك ، ويقال : لا يقبل الله لحومها ولا دماءها (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) ولكن يقبل الأعمال الزاكية الطاهرة منكم (كَذلِكَ) هكذا (سَخَّرَها) ذللها (لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ) لتعظموا الله (عَلى ما هَداكُمْ) أى كما هداكم لدينه وسنته (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧)) بالقول والفعل بالجنة ، ويقال : المحسنين بالذبائح (إِنَّ اللهَ