أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ) فى الآخرة (مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠)) وجيع يخلص وجعه إلى قلوبكم فمكثوا بعد ذلك ما شاء الله ولم يبين لهم ما هى ، فقالوا : ليتنا نعلم ما هى؟ لنبذل فيها أموالنا وأنفسنا وأهلينا ، فبين الله تعالى لهم فقال : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) تستقيمون على إيمانكم بالله ورسوله (وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) الآية ، فابتلوا لذلك يوم أحد ففروا من النبى صلىاللهعليهوسلم فلامهم على ذلك ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢)) لم تعدون ما لا توفون وتتكلمون بما لا تعلمون.
(كَبُرَ مَقْتاً) عظم بغضا (عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣)) أن تعدوا بما لا توفون وتتكلموا بما لا تعلمون ، ثم حرضهم على الجهاد فى سبيله ، فقال : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) فى طاعته (صَفًّا) فى القتال (كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (٤)) ملتزق قد رض بعضه إلى بعض (وَ) اذكر يا محمد (وَإِذْ قالَ) قد قال (مُوسى لِقَوْمِهِ) المنافقين (يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي) بما تقولون على ، وكانوا يقولون : إنه آدر وقد بين قصته فى سورة الأحزاب (وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا) مالوا عن الحق والهدى (أَزاغَ اللهُ) أمال الله (قُلُوبَهُمْ) عن الحق والهدى ، ويقال : (فَلَمَّا زاغُوا) كذبوا موسى (أَزاغَ اللهُ) صرف الله (قُلُوبَهُمْ) عن التوحيد ، ويقال : (فَلَمَّا زاغُوا) مالوا عن الحق والهدى (أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) زاد الله زيغ قلوبهم (وَاللهُ لا يَهْدِي) لا يرشد إلى دينه (الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٥)) الكافرين من كان فى علم الله انه لا يؤمن.
(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً) موافقا بالتوحيد وبعض الشرائع (لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ) لما قبلى من التوراة (وَمُبَشِّراً) وجئتكم مبشرا أبشركم (بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) يسعى أحمد الذى لا يذم ، ومحمد الذى يحمد (فَلَمَّا جاءَهُمْ) عيسى ، ويقال : محمد صلىاللهعليهوسلم (بِالْبَيِّناتِ /) بالأمر والنهى والعجائب التى أراهم (قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)) بين السحر والكذب (وَمَنْ أَظْلَمُ) فى كفره (مِمَّنِ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) فجعل له ولدا وصاحبة (وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ) إلى التوحيد ، وهم اليهود دعاهم النبى صلىاللهعليهوسلم إلى التوحيد (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧)) لا يرشد إلى دينه اليهود من كان فى علم الله أنه يموت يهوديا (يُرِيدُونَ) يعنى اليهود والنصارى (لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) ليبطلوا دين الله ،