ويقال : كتاب الله القرآن (بِأَفْواهِهِمْ) بألسنتهم وكذبهم (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) مظهر نور كتابه ودينه (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨)) وإن كره اليهود ، والنصارى ، ومشركوا العرب أن يكون ذلك (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) محمدا صلىاللهعليهوسلم (بِالْهُدى) بالتوحيد ، ويقال بالقرآن (وَدِينِ الْحَقِ) شهادة أن لا إله إلا الله (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) على الأديان كلها فلا تقوم الساعة حتى لا يبقى أحد إلا دخل فى الإسلام ، أو أدى إليهم الجزية (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩)) وإن كره اليهود والنصارى ومشركو العرب أن يكون ذلك.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) وقد بينهم فى أول السورة (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠)) وجيع فى الآخرة باللظى (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) تصدقون بإيمانكم بالله ورسوله إن فسرت على المنافقين (وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) فى طاعة الله (بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) بنفقة أموالكم وخروج أنفسكم (ذلِكُمْ) الجهاد (خَيْرٌ لَكُمْ) من الأموال (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١)) تصدقون بثواب الله (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) بالجهاد والنفقة فى سبيل الله (وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً) دلالا لكم ، ويقال : طاهرة ، ويقال : حسنة جميلة ، ويقال : طيبة قد طيبها الله بالمسك والريحان (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) فى دار الرحمن (ذلِكَ) الذى ذكرت (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)) النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار (وَأُخْرى) وتجارة أخرى (تُحِبُّونَها) تتمنون وتشتهون أن تكون لهم (نَصْرٌ مِنَ اللهِ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم على كفار قريش (وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) عاجل فتح مكة (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣)) المخلصين بالجنة إن كانوا كذلك (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) لمحمد صلىاللهعليهوسلم على عدوه ، ويقال : أعوان الله على أعدائه (كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ) لأصفيائه (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) من أعوانى مع الله على أعدائه (قالَ الْحَوارِيُّونَ) أصفياؤه (نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) أعوانك مع الله على أعدائه ، وكانوا اثنى عشر رجلا أول من آمنوا به ونصروه على أعدائه وكانوا قصارين (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ) جماعة (مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) بعيسى ابن مريم (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) جماعة بعيسى ابن مريم وهم الذين أضلهم بولس والذين لم يؤمنوا به (فَأَيَّدْنَا) أعنا وقوينا (الَّذِينَ آمَنُوا) بعيسى ابن مريم وهم الذين لم يخالفوا دين عيسى (عَلى عَدُوِّهِمْ) الذين خالفوا دين عيسى (فَأَصْبَحُوا) فصاروا (ظاهِرِينَ (١٤)) غالبين بالحجة على أعدائهم لصلاتهم لله ، ويقال : لأنهم ممن يسبح.