(وَأَبْكاراً (٥)) مريم بنت عمران ، أم عيسى (١) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (قُوا أَنْفُسَكُمْ) ادفعوا عن أنفسكم وقومكم (وَأَهْلِيكُمْ) وأولادكم ونسائكم (ناراً) يقول : أدبوهن وعلموهن الخير تقوهم بذلك نارا (وَقُودُهَا) حطبها (النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) حجارة الكبريت ، وهى أشد الأشياء حرا (عَلَيْها) على النار (مَلائِكَةٌ) يعنى الزبانية (غِلاظٌ) عظماء (شِدادٌ) أقوياء (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ) فيما أمرهم من عذاب أهل النار (وَيَفْعَلُونَ) يعنى الزبانية (ما يُؤْمَرُونَ (٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) فإنه لا يقبل معذرتكم (إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧)) وتقولون فى الدنيا.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (تُوبُوا إِلَى اللهِ) من الذنوب (تَوْبَةً نَصُوحاً) خالصة صادقة من قلوبكم وهو الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإقلاع بالبدن والضمير على أن لا يعود إليه أبدا (عَسى رَبُّكُمْ) وعسى من الله واجب (أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) أن يغفر لكم ذنوبكم بالتوبة (وَيُدْخِلَكُمْ) فى الآخرة (جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر ، والماء ، والعسل ، واللبن (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَ) كما يخزى الكفار ، يقول : لا يعذب الله النبى (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) ولا يعذب الذين آمنوا به ، مثل أبى بكر وأصحابه (نُورُهُمْ يَسْعى) يضئ (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) على الصراط (وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ) بعدما ذهب نور المنافقين (رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا) على الصراط (نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا) ذنوبنا (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من إتمام النور والغفران (قَدِيرٌ (٨) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ) كفار مكة بالسيف حتى يسلموا (وَالْمُنْفِقِينَ) منافقى أهل المدينة باللسان بالزجر والوعيد (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) واشدد على كلا الفريقين بالقول والفعل (وَمَأْواهُمْ) مصير المنافقين والكفار (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٩)) صاروا إليه جهنم.
ثم خوف عائشة وحفصة لإيذائهما النبى صلىاللهعليهوسلم بامرأة نوح ، وامرأة لوط ، فقال : (ضَرَبَ اللهُ) بين الله (مَثَلاً) صفة (لِلَّذِينَ كَفَرُوا) بالمرأتين الكافرتين (امْرَأَتَ نُوحٍ) وأهله (وَامْرَأَتَ لُوطٍ) وأهله (كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ) مرسلين (فَخانَتاهُما) فخالفتاهما فى الدين وأظهرتا الإيمان باللسان
__________________
(١) انظر : صحيح مسلم (١٠ / ٨٢).