وأسرتا النفاق بالقلب ، ولم تخونا بالفجور لأنه لم تفجر امرأة نبى قط (فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما) لم ينفعهما (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (شَيْئاً) صلاح زوجيهما مع كفرهما (وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ) فى الآخرة (مَعَ الدَّاخِلِينَ (١٠)) فى النار ، ثم حثهما على التوبة والإحسان بامرأة فرعون آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، فقال : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) بين الله صفة (لِلَّذِينَ آمَنُوا) بامرأتين مسلمتين (امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) آسية بنت مزاحم (إِذْ قالَتْ) فى عذاب فرعون لها (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ) لكى يهون علىّ عذاب فرعون (وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ) من دين فرعون (وَعَمَلِهِ) عذابه (وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١)) الكافرين فلم يضرها كفر زوجها مع إيمانها وإخلاصها (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) حفظت جيب درعها من الفواحش (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) فنفخ جبريل فى جيب قميصها بأمرنا فحملت بعيسى (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها) بما قال لها جبريل : (إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا وَكُتُبِهِ) وبكتبه التوراة والإنجيل وسائر الكتب ، ويقال : بكلمات ربها بعيسى ابن مريم ، أن يكون بكلمة من الله كن فصار مخلوقا ، وبكتابه الإنجيل (وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢)) من المطيعين لله فى الشدة والرخاء.