بهم (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)) المجنون (١) (إِنَّ رَبَّكَ) يا محمد (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) عن دينه وهو أبو جهل وأصحابه (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧)) لدينه وهو أبو بكر وأصحابه (فَلا تُطِعِ) يا محمد (الْمُكَذِّبِينَ (٨)) بالله والكتاب والرسول ، يعنى رؤساء أهل مكة (وَدُّوا) تمنوا (لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩)) تلين لهم فيليون لك ، ويقال : تطابقهم فيطابقونك وتصانعهم فيصانعونك (وَلا تُطِعْ) يا محمد (كُلَّ حَلَّافٍ) كذاب على الله (مَهِينٍ (١٠)) ضعيف فى دين الله ، هو الوليد بن المغيرة المخزومى (هَمَّازٍ) طعان لعان مغتاب للناس مقبلين ومدبرين.
(هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦) إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (١٧) وَلا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠))
(مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١)) يمشى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) للإسلام بينه وبين بنيه وبين أخيه وقرابته (مُعْتَدٍ) يا محمد للحق غشوم ظلوم عليهم (أَثِيمٍ (١٢)) فاجر (عُتُلٍ) شديد الخصومة بالباطل والكذب ، ويقال : عتل أكول وشروب صحيح الجسم رحيب البطن (٢)(بَعْدَ ذلِكَ) مع ذلك (زَنِيمٍ (١٣)) ملصق بالقوم ليس منهم ، ويقال : معروف فى الكفر والشرك والفجور والفسوق والشر ، ويقال : زنمة كزنمة العنز (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤)) يقول : لا تطعه وإن كان ذامال وبنين ، وكان ماله نحو تسعة ألف مثقال من فضة وبنوه عشرة (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ) يقرأ عليه (آياتُنا) القرآن بالأمر والنهى (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥)) أحاديث الأولين فى درهرهم وكذبهم (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)) سنضربه على الوجه ، ويقال : على الأنف ، ويقال : سيسود وجهه (إِنَّا بَلَوْناهُمْ) اختبرنا أهل مكة بالقتل والسبى والهزيمة يوم بدر بتركهم الاستغفار وبالجوع والقحط سبع سنين لدعوة النبى صلىاللهعليهوسلم عليهم بعد يوم بدر (كَما بَلَوْنا) اختبرنا بالجوع وحرق البساتين (أَصْحابَ الْجَنَّةِ) أهل البساتين بنى ضروان (إِذْ أَقْسَمُوا) حلفوا بالله
__________________
(١) الباء زائدة. انظر أقوال العلماء فى الآية : البحر المحيط (٨ / ٣٠٩) ، وتفسير الطبرى (٢٩ / ١٣) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٦٤) ، وزاد المسير (٨ / ٤٢٩).
(٢) انظر : المجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٦٤) ، وتفسير الطبرى (٢٩ / ١٦) ، وزاد المسير (٨ / ٣٣٢).