(لَيَصْرِمُنَّها) ليجدنها (مُصْبِحِينَ (١٧)) عند طلوع الفجر (وَلا يَسْتَثْنُونَ (١٨)) لم يقولوا : إن شاء الله (فَطافَ عَلَيْها) على الجنة (طائِفٌ) عذاب (مِنْ رَبِّكَ) بالليل (وَهُمْ نائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ) فصارت الجنة محترقة (كَالصَّرِيمِ (٢٠)) كالليل المظلم.
(فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (٢١) أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (٢٢) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (٢٣) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٢٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠))
(فَتَنادَوْا) فنادى بعضهم بعضا (مُصْبِحِينَ (٢١)) عند طلوع الفجر (أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ) يعنى البساتين (إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ) جاذين قبل علم المساكين (فَانْطَلَقُوا) إلى البساتين (وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (٢٣)) يتسارون فيما بينهم كلاما خفيا (أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا) يعنى الجنة (الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ) على حقد ، ويقال : إلى بستانهم (قادِرِينَ (٢٥)) على غلتها (فَلَمَّا رَأَوْها) يعنى البساتين محترقة (قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦)) الطريق ظنوا أنهم ضلوا الطريق ثم قالوا : (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧)) حرمنا منفعة البستان لسواء نياتنا (قالَ أَوْسَطُهُمْ) فى السن ، ويقال : أعدلهم فى القول ، ويقال : أفضلهم فى العقل والرأى (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ (٢٨)) هلا تستثنون ، وقد قال لهم ذلك عند ما أقسموا (قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا) نستغفر ربنا (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٢٩)) ضارين لأنفسنا بمعصيتنا وتركنا الاستناء ومنعنا المساكين (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠)) يلوم بعضهم بعضا ، يقول : واحد منهم أنت فعلت هذا يا فلان بنا ، ويقول الآخر : أنت فعلت هذا بنا.
(قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (٣١) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (٣٢) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (٣٨) أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (٣٩) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (٤٠))
(قالُوا) بالجملة (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (٣١)) عاصين بمنعنا المساكين (عَسى