محمد (صَبْراً جَمِيلاً (٥)) بلا جزع ولا فحش ، ويقال : فاعتزل عنهم اعتزالا جميلا بلا جزع ، ولا فحش ، فأمر بعد ذلك بالقتال (إِنَّهُمْ) كانوا ، يعنى كفار مكة (يَرَوْنَهُ) يعنى العذاب يوم القيامة (بَعِيداً (٦)) غير كائن (وَنَراهُ قَرِيباً (٧)) كائنا ، لأن كل آت كائن قريب.
ثم بين عذابهم متى يكون ، فقال : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ) تصير السماء (كَالْمُهْلِ (٨)) كدردى الزيت ، ويقال : كالفضة المذابة (وَتَكُونُ) تصير (الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩)) كالصوف المندوف (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠)) قرابة عن قرابة (يُبَصَّرُونَهُمْ) يرونهم ولا يعرفونهم اشتغالا بأنفسهم (يَوَدُّ) يتمنى (الْمُجْرِمُ) يعنى المشرك أبا جهل وأصحابه ، ويقال : النضر وأصحابه (لَوْ يَفْتَدِي) يفادى نفسه (مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ) يوم القيامة (بِبَنِيهِ (١١)) أولاده.
(وَصاحِبَتِهِ) زوجته (وَأَخِيهِ (١٢)) من أبيه وأمه (وَفَصِيلَتِهِ) وبقرابته وعشيرته (الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣)) ينتمى إليها (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) وبمن فى الأرض جميعا (ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤)) أى الله من العذاب (كَلَّا) حقا ، وهو رد عليه لا ينجيه الله من العذاب (إِنَّها لَظى (١٥)) يعنى اسما من أسماء النار (نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦)) قلاعة لأعضاء اليدين والرجلين وسائر الأعضاء ، ويقال : حراقة للبدن (تَدْعُوا) إلى نفسها إلى أيها الكافر ، وإلىّ أيها المنافق (مَنْ أَدْبَرَ) عن التوحيد (وَتَوَلَّى (١٧)) عن الإيمان ، ولم يتب من الكفر (وَجَمَعَ) المال فى الدنيا (فَأَوْعى (١٨)) جعله فى الوعاء ، فمنع حق الله منه.
(إِنَّ الْإِنْسانَ) يعنى الكافر (خُلِقَ هَلُوعاً (١٩)) ضجورا بخيلا حريصا ممسكا (إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) الفقر والشدة (جَزُوعاً (٢٠)) جازعا لا يصبر (وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ) المال والسعة (مَنُوعاً (٢١)) منع حق الله منه ، ولا يشكر (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢)) أهل الصلوات الخمس ، فإنهم ليسوا كذلك ، ثم بين نعتهم ، فقال : (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ) المكتوبة (دائِمُونَ (٢٣)) يديمون عليها بالليل والنهار ، فلا يدعونها (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤)) يرون فى أموالهم حقا معلوما غير الزكاة.
(لِلسَّائِلِ) الذى يسأل مالك (وَالْمَحْرُومِ (٢٥)) الذى حرم أجره وغنيمته ، ويقال : هو المحترف الذى لا تفى حرفته بمعيشته وقوته ، ويقال : هو الفقير الذى لا يسأل