(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩) وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (٢٢) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (٢٣) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (٢٤) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦) إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧) نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (٢٨) إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٢٩) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (٣٠) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٣١))
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) فى الخدمة (وِلْدانٌ) وصفاء (مُخَلَّدُونَ) فى الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها ، ويقال : محلون (إِذا رَأَيْتَهُمْ) لو رأيتهم يا محمد (حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (١٩)) فى الصفاء ، ويقال : كثيرا قد نثر عليهم (وَإِذا رَأَيْتَ) يا محمد (ثَمَ) فى الجنة (رَأَيْتَ) لأهلها (نَعِيماً) دائما (وَمُلْكاً كَبِيراً (٢٠)) لا يدخل عليهم أحد إلا بالسلام والاستئذان (عَلَيْهِمْ) على ظهورهم ، ويقال : على أكتافهم إن قرأت بالألف (١)(ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ) ما لطف من الديباج (وَإِسْتَبْرَقٌ) ما ثخن من الديباج (وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) ألبسوا أقبية من فضة (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (٢١)) من الدنس ، ويقال : يطهرهم من الغل والغش والعداوة (إِنَّ هذا) الذى وصفت من الطعام والشراب واللباس (كانَ لَكُمْ جَزاءً) ثوابا من الله (وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (٢٢)) عملكم مقبولا (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) جبريل بالقرآن (تَنْزِيلاً (٢٣)) متفرقا آية وآيتين وسورة (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) على قضاء ربك ، ويقال : على تبليغ رسالة ربك (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ) من كفار قريش (آثِماً) فاجرا كذابا ، يعنى الوليد بن المغيرة (أَوْ كَفُوراً (٢٤)) كافرا بالله ، وهو عتبة بن ربيعة.
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ) صل بأمر ربك (بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٢٥)) غدوة وعشيا ، يعنى صلاة الفجر والظهر والعصر (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ) فصل له صلاة المغرب والعشاء (وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (٢٦)) صل له فى الليل وهو التطوع ، ويقال : كان خاصة عليه دون أصحابه صلاة الليل (إِنَّ هؤُلاءِ) أهل مكة (يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ) العمل
__________________
(١) انظر : البحر المحيط (٨ / ٣٩٩) ، وزاد المسير (٨ / ٤٣٩).