للدنيا (وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ) يتركون العمل لما أمامهم (يَوْماً ثَقِيلاً (٢٧)) شديدا هوله وعذابه (نَحْنُ خَلَقْناهُمْ) يعنى أهل مكة (وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) قوينا خلقهم (وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ) يعنى أهلكناهم (تَبْدِيلاً (٢٨)) إهلاكا ، يقول : لو شئنا إهلكنا هؤلاء الكفرة والفجرة ، وبدلنا خيرا منهم ، وأطوع لله (إِنَّ هذِهِ) السورة (تَذْكِرَةٌ) عظة من الله (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ) فمن شاء وحد واتخذ بذلك إلى ربه (سَبِيلاً (٢٩)) مرجعا (وَما تَشاؤُنَ) من الخير والشر والكفر والإيمان (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) لكم أن تشاؤوا ذلك (إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً) بما تشاؤون من الخير والشر (حَكِيماً (٣٠)) حكم أن لا تشاؤوا من الخير والشر إلا ما شاء (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) يكرم من يشاء بدين الإسلام من كان أهلا لذلك (وَالظَّالِمِينَ) الكافرين المشركين (أَعَدَّ لَهُمْ) فى الآخرة (عَذاباً أَلِيماً (٣١)) وجيعا يخلص وجعه إلى قلوبهم.
* * *