(أَيَعِدُكُمْ) هذا الرسول (أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ) أى صرتم (تُراباً) بعد الموت (وَعِظاماً) بالية (أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥)) محيون بعد الموت (هَيْهاتَ هَيْهاتَ) بعيدا بعيدا (لِما تُوعَدُونَ (٣٦)) لا يكون هذا (إِنْ هِيَ) ما هى (إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا) فى الدنيا (نَمُوتُ وَنَحْيا) يموت الأباء ويحيا الأبناء (وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧)) للبعث بعد الموت (إِنْ هُوَ) ما هو يعنون الرسول (إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى) اختلق (عَلَى اللهِ كَذِباً) بما يقول (وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨)) بمصدقين له بما يقول (قالَ) الرسول (رَبِّ انْصُرْنِي) أعنى بالعذاب (بِما كَذَّبُونِ (٣٩)) بالرسالة (قالَ) الله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ) عن قليل (لَيُصْبِحُنَ) ليصيرن (نادِمِينَ (٤٠)) بالتكذيب عند العقوبة.
(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٤٥) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (٤٦) فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (٤٧) فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (٥٠))
(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ) أى بالعذاب (فَجَعَلْناهُمْ) بعد الهلاك (غُثاءً) يابسا (فَبُعْداً) فسحقا وخيبة من رحمة الله (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤١)) أى الكافرين (ثُمَّ أَنْشَأْنا) خلقنا (مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد هلاكهم (قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢)) قرنا بعد قرن ، من قرن إلى قرن ثمان عشرة سنة ، والقرن ثمانون سنة (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ) ما هلك من أمة (أَجَلَها) قبل أجلها (وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣)) عن الأجل (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) أى متتابعا بعضها على أثر بعض (كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها) إلى أمّة رسول (كَذَّبُوهُ) كذبوا ذلك الرسول (فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) بالهلاك (وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) فى دهرهم يحدث عنهم (فَبُعْداً) فسحقا من رحمة الله (لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤)) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا) التسع (وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٤٥)) حجة بينة (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) قومه (فَاسْتَكْبَرُوا) عن الإيمان بموسى والآيات (وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (٤٦)) مخالفين لموسى مستكبرين عن الإيمان