(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) أى لآدميين يعنون موسى وهارون (وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (٤٧)) مطيعون (فَكَذَّبُوهُما) بالرسالة (فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨)) فصاروا من المغرقين فى اليم (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) يعنى التوراة (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩)) لكى يهتدوا بها من الضلالة (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ) يعنى عيسى (وَأُمَّهُ آيَةً) علامة وعبرة ولدا بلا أب وولادة بلا لمس (وَآوَيْناهُما) رجعناهما (إِلى رَبْوَةٍ) إلى مكان مرتفع (ذاتِ قَرارٍ) مستو ذات نعيم (وَمَعِينٍ (٥٠)) ماء طاهر جار وهو دمشق.
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤) أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠))
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ) يعنى محمدا (كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) كلوا من الحلال (وَاعْمَلُوا صالِحاً) اعمل صالحا فيما بينك وبين ربك (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ) أى بما تعمل يا محمد ويعملون من الخير (عَلِيمٌ (٥١)) بثوابه (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) ملتكم ملة واحدة ودينكم دينا واحدا مختارا (وَأَنَا رَبُّكُمْ) رب واحد أكرمتكم بذلك (فَاتَّقُونِ (٥٢)) فأطيعونى (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) فتفرقوا فيما بينهم فى دينهم (زُبُراً) فرقا فرقا اليهود والنصارى والمشركين والمجوس (كُلُّ حِزْبٍ) كل أهل دين وفرقة (بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣)) معجبون (فَذَرْهُمْ) اتركهم يا محمد (فِي غَمْرَتِهِمْ) فى جهلهم (حَتَّى حِينٍ (٥٤)) إلى حين العذاب يوم بدر (أَيَحْسَبُونَ) أيظن أهل الفرق (أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ) أنما نعطيهم فى الدنيا (مِنْ مالٍ وَبَنِينَ (٥٥) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) مسارعة لهم منا فى الخيرات فى الدنيا ، ويقال : فى الآخرة (بَلْ لا يَشْعُرُونَ (٥٦)) أنا مكرمون لهم فى الدنيا ومهينون لهم فى الآخرة ، ثم بين لمن المسارعة فى الخيرات فى الدنيا ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ) من عذاب ربهم (مُشْفِقُونَ (٥٧)) خائفون لهم منا مسارعة فى الخيرات (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (يُؤْمِنُونَ (٥٨)) يصدقون لهم منا مسارعة فى الخيرات (وَالَّذِينَ