هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩)) أى يخلصون عبادته (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا) يعطون ما أعطوا من الصدقة وينفقون ما أنفقوا من المال فى سبيل الله ، ويقال : يعملون ما عملوا من الخيرات (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) خائفة (أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠)) فى الآخرة فلا يقبل منهم.
(أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (٦١) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (٦٧) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠))
(أُولئِكَ) أهل هذه الصفة (يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) يبادرون فى الأعمال الصالحة (وَهُمْ لَها سابِقُونَ (٦١)) أى هم سابقون بالخيرات (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً) من العمل (إِلَّا وُسْعَها) طاقتها (وَلَدَيْنا) عندنا (كِتابٌ يَنْطِقُ) وهو ديوان الحفظة مكتوب فيه حسناتهم وسيئاتهم ينطق (بِالْحَقِ) يشهد عليهم بالصدق والعدل (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢)) لا ينقص من حسناتهم ولا يزيد على سيئاتهم (بَلْ قُلُوبُهُمْ) قلوب أهل مكة يعنى أبا جهل وأصحابه (فِي غَمْرَةٍ) فى جهلة وغفلة (مِنْ هذا) الكتاب ، ويقال : من هذا القرآن (وَلَهُمْ أَعْمالٌ) مقدور مكتوب عليهم (مِنْ دُونِ ذلِكَ) أى من دون ما يأمرهم (هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣)) فى الدنيا (حَتَّى إِذا) جاء أجلهم (أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ) جبابرتهم ورؤساءهم ، يعنى أبا جهل بن هشام ، والوليد بن المغيرة المخزومى ، والعاص بن وائل السهمى ، وعتبة ، وشيبة وأصحابهم (بِالْعَذابِ) بالجوع سبع سنين (إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤)) يتضرعون قل لهم يا محمد (لا تَجْأَرُوا) لا تتضرعوا (الْيَوْمَ) من عذابنا (إِنَّكُمْ مِنَّا) أى من عذابنا (لا تُنْصَرُونَ (٦٥)) لا تمنعون (قَدْ كانَتْ آياتِي) القرآن (تُتْلى) تقرأ وتعرض (عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦)) إلى دينكم الأول تميلون وترجعون (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) متعظمين بالبيت تقولون : نحن أهله (سامِراً) تقولون : السمر حوله (تَهْجُرُونَ (٦٧)) تسبون محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه والقرآن (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) أفلم يتفكروا فى القرآن وما فيه من الوعيد