(أَمْ جاءَهُمْ) من الأمن والبراءة ، يعنى أهل مكة (ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ) أى نسب رسولهم (فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩)) أى جاحدون (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقولون (بِهِ جِنَّةٌ) جنون (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) جاءهم محمد صلىاللهعليهوسلم بالقرآن والتوحيد والرسالة (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِ) للقرآن (كارِهُونَ (٧٠)) أى جاحدون (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ) لو كان الإله بهواهم فى السماء إله ، وفى الأرض إله (لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ) من الخلق (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ) أنزلنا جبريل إلى نبيهم بالقرآن فيه عزهم وشرفهم (فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ) عن شرفهم وعزهم (مُعْرِضُونَ (٧١)) مكذبون.
(أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (٧٤) وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥) وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (٧٦) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٧٨) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٩) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٨٠))
(أَمْ تَسْأَلُهُمْ) يا محمد أهل مكة (خَرْجاً) جعلا فلذلك لا يجيبونك (فَخَراجُ رَبِّكَ) فثواب ربك فى الجنة (خَيْرٌ) وأفضل مما لهم فى الدنيا (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٧٢)) أفضل المعطين فى الدنيا والآخرة (وَإِنَّكَ) يا محمد (لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٣)) دين قائم يرضاه وهو الإسلام (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) بالبعث بعد الموت (عَنِ الصِّراطِ) عن دين الله (لَناكِبُونَ (٧٤)) مائلون (وَلَوْ رَحِمْناهُمْ) يعنى أهل مكة (وَكَشَفْنا) رفعنا (ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ) من جوع (لَلَجُّوا) لتمادوا (فِي طُغْيانِهِمْ) فى كفرهم وضلالتهم (يَعْمَهُونَ (٧٥)) يمضون عمهة لا يبصرون الحق والهدى (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) بالجوع والقحط (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ) فما خضعوا لربهم بالتوحيد (وَما يَتَضَرَّعُونَ (٧٦)) أى لا يؤمنون (حَتَّى إِذا فَتَحْنا) أى أجلهم يا محمد ، حتى إذا فتحنا (باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ)