يعنى الجوع (إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٧)) آيسون من كل خير (١) (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ) خلق لكم يا أهل مكة (السَّمْعَ) تسمعون به (وَالْأَبْصارَ) تبصرون بها (وَالْأَفْئِدَةَ) أى القلوب تعقلون بها (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٧٨)) فشكركم فيما صنع إليكم قليل يا أهل مكة (وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ) أى خلقكم (فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٧٩)) بعد الموت فيجزيكم بأعمالكم (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي) أى للبعث (وَيُمِيتُ) أى فى الدنيا (وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) تقلب الليل والنهار وذهابهما ومجيئهما وزيادتهما ونقصانهما ، وظلمة الليل ، ونور النهار ، كل هذا آية لكم بأن الله يحيى الموتى (أَفَلا تَعْقِلُونَ (٨٠)) أى أفلا تصدقون بالبعث بعد الموت.
(بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩) بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٩٠))
(بَلْ قالُوا) أى كذبوا بالبعث بعد الموت يعنى كفار مكة (مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (٨١)) مثل ما كذب الأولون بالبعث بعد الموت (قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) صرنا ترابا رميما (وَعِظاماً) بالية (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢)) لمحيون بعد الموت (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا) الذى تعدنا يا محمد (مِنْ قَبْلُ) من قبل ما وعدتنا (إِنْ هذا) ما هذا الذى تقول يا محمد (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣)) أى أحاديث الأولين فى دهرهم وكذبهم (قُلْ) للكفار ، أى كفار مكة (لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها) من الخلق أجيبوا (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ) لهم يا محمد (أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٨٥)) أفلا تتعظون فتطيعوا الله (قُلْ) لهم يا محمد (مَنْ رَبُ) أى من خالق (السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦)) السرير الكريم (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ) الله خلقها (قُلْ) لهم يا محمد (أَفَلا تَتَّقُونَ (٨٧)) عبادة
__________________
(١) المبلس هو الساكت المتحير ، وذكر فى الأنعام (٤٤). انظر : فى المعنى وسبب النزول : تفسير ابن جرير الطبرى (٨ / ٣٥) ، وابن كثير (٣ / ٢٢١) ، والمستدرك للحاكم (٢ / ٣٩٤).