وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨) وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٩) وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٦٠))
ثم ذكر قول المخلصين ، فقال : (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) المخلصين ، كقول عثمان حيث قال لعلى : بل أجىء معك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما قضى بيننا رضيت به ، فمدحه الله بذلك ، وقال : إنما كان قول المؤمنين المخلصين (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ) إلى كتاب الله (وَرَسُولِهِ) وسنة رسوله (لِيَحْكُمَ) الرسول (بَيْنَهُمْ) بكتاب الله بحكم الله (أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا) أى أجبنا (وَأَطَعْنا) ما أمرنا (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١)) الناجون من السخط والعذاب ، يعنى عثمان بن عفان ، ونزل فى عثمان أيضا لقوله : والله لئن شئت يا رسول الله لأخرجن من مالى كله ، فقال الله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فى الحكم (وَيَخْشَ اللهَ) فيما مضى (وَيَتَّقْهِ) فيما بقى (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢)) أى فازوا بالجنة ونجوا من النار (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) حلف بالله عثمان جهد يمينه (لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَ) من ماله كله (قُلْ) لهم يا محمد (لا تُقْسِمُوا) لا تحلفوا (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) هى طاعة معروفة حسنة إن فعلتم ولكن أطيعوا طاعة معروفة معلومة التى أوجبت عليكم (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٥٣)) من الخير والشر (قُلْ) يا محمد لقوم عثمان (أَطِيعُوا اللهَ) فى الفرائض (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فى السنن والحكم (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن طاعتها (فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ) ما أمر من التبليغ (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) ما أمرتم من الإيجابة (وَإِنْ تُطِيعُوهُ) تطيعوا الله فيما أمركم (تَهْتَدُوا) من الضلالة (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤)) عن الله.
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) يا أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فيما بينهم وبين ربهم (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) بعضكم على أثر بعض (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من بنى إسرائيل يوشع بن نون ، وكالب بن يوفنا ، ويقال : لننزلنهم أرض مكة كما أنزلنا الذين من قبلهم من بنى إسرائيل أرضهم بعد ما أهلك