(ضَرًّا) دفع الضرر (وَلا نَفْعاً) جر النفع إلى أنفسهم ولا إلى غيرهم (وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً) لا يقدرون أن ينقصوا من الحياة (وَلا حَياةً) ولا أن يزيدوا فى الحياة ، ويقال : ولا يملكون موتا ، أى لا يقدرون أن يخلقوا نطفة ، ولا حياة ، ولا أن يجعلوا فيها الروح (وَلا نُشُوراً (٣)) بعثا بعد الموت.
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (إِنْ هَذا) ما هذا القرآن (إِلَّا إِفْكٌ) كذب (افْتَراهُ) اختلقه محمد صلىاللهعليهوسلم من تلقاء نفسه (وَأَعانَهُ عَلَيْهِ) أى على اختلاقه (قَوْمٌ آخَرُونَ) جبر ويسار (فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً) شركا (وَزُوراً (٤)) كذبا (وَقالُوا) يعنى النضر وأصحابه (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) هذا القرآن أحاديث الأولين فى دهرهم وكذبهم (اكْتَتَبَها) استقرأها محمد صلىاللهعليهوسلم من جبر ويسار (فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ) تقرأ على محمد صلىاللهعليهوسلم (بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥)) غدوة وعشيا (قُلْ) لهم يا محمد (أَنْزَلَهُ) أى أنزل جبريل بالقرآن (الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً) لمن تاب منهم (رَحِيماً (٦)) لمن مات على التوبة (وَقالُوا) أبو جهل وأصحابه والنضر وأصحابه وأمية بن خلف وأصحابه (ما لِهذَا الرَّسُولِ) ما هذا الرسول (يَأْكُلُ الطَّعامَ) كما نأكل (وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) يتردد ويمشى فى الطريق كما نتردد ونمشى (لَوْ لا) هلا (أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧)) أى معينا يخبره بما يراد به من سوء.
(أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ) أو ينزل عليه مال فيستعين به (أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) بستان (يَأْكُلُ مِنْها) فيشبع (وَقالَ الظَّالِمُونَ) المشركون أبو جهل والنضر وأمية وأصحابهم (إِنْ تَتَّبِعُونَ) محمد لا تتبعون (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً (٨)) أى مغلوب العقل مجنونا (انْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) كيف بينوا وسموا لك الأسماء ساحر وكاهن وكذاب وشاعر ومجنون ، ويقال : انظر كيف شبهوك بالمسحور (فَضَلُّوا) فضلت حيلهم فأخطأوا (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٩)) مخرجا مما قالوا فيك ولا حجة على ما قالوا لك (تَبارَكَ) يقول تعالى (الَّذِي إِنْ شاءَ) قد شاء (جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ) مما قالوا (جَنَّاتٍ) بساتين فى الآخرة (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (١٠)) وقد جعل لك قصورا فى الجنة من الذهب والفضة خيرا لك مما قالوا لو كان ذلك فى الدنيا ، ويقال : إن شاء الله يجعل لك فى الدنيا ما قالوا من القصور والبساتين.