(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (١٢) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (١٣) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (١٤) قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (١٥) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧) قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (١٨) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (١٩) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (٢٠))
(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) ولكن كذبوا بقيام الساعة (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ) أى بقيام الساعة (سَعِيراً (١١)) نارا وقودا (إِذا رَأَتْهُمْ) النار (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) من مسيرة خمسمائة عام (سَمِعُوا لَها) للنار (تَغَيُّظاً) كتغيظ بنى آدم (وَزَفِيراً (١٢)) صوتا كصوت الحمار (وَإِذا أُلْقُوا مِنْها) أى فى النار (مَكاناً ضَيِّقاً) كضيق الزج فى الرمح (مُقَرَّنِينَ) مسلسلين مع الشياطين (دَعَوْا هُنالِكَ) عند ذلك الضيق (ثُبُوراً (١٣)) ويلا يقولون : واويلاه واثبوراه ، يقول الله لهم : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً) ويلا واحدا (وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (١٤)) بما أصابكم (قُلْ) يا محمد لأهل مكة أى لأبى جهل وأصحابه (١)(أَذلِكَ) الذى ذكرت من الويل والثبور والسعير (خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ) لمحمد وأصحابه (الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) الكفر والشرك والفواحش (كانَتْ) صارت (لَهُمْ) جنة الخلد (جَزاءً وَمَصِيراً (١٥)) فى الآخرة (لَهُمْ فِيها) فى الجنة (ما يَشاؤُنَ) ما يتمنون ويشتهون (خالِدِينَ) مقيمين فى الجنة لا يموتون ولا يخرجون (كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦)) سألوه فأعطاهم.
(وَيَوْمَ) وهو يوم القيامة (يَحْشُرُهُمْ) يعنى عبدة الأوثان (وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام (فَيَقُولُ) الله للأصنام ، ويقال : للملائكة (أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ
__________________
(١) انظر : المجاز لأبى عبيدة (٢ / ٧١) ، وتفسير الطبرى (١٨ / ١٤٠) ، وزاد المسير (٦ / ٧٥).