عِبادِي هؤُلاءِ) عن طاعتى وأمرتموهم بعبادتكم (أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧)) تركوا الطريق وعبدوكم بهوى أنفسهم (قالُوا) يعنى الأصنام (سُبْحانَكَ) نزهوه (ما كانَ يَنْبَغِي لَنا) يستحق لنا (أَنْ نَتَّخِذَ) نعبد (مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ) أربابا ، ويقال : (قالُوا) يعنى الملائكة : (سُبْحانَكَ) نزهوه (ما كانَ يَنْبَغِي لَنا) لا يجوز (لَنا أَنْ نَتَّخِذَ) نعبد (مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ) أربابا فكيف جاز لنا أن نأمرهم بأن يعبدونا (وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ) أجلتهم فى الكفر (وَآباءَهُمْ) قبلهم (حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ) حتى تركوا التوحيد وطاعتك (وَكانُوا قَوْماً بُوراً (١٨)) هلكى فاسدة القلوب فيقول الله لعبدة الأصنام (فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ) يعنى الكفار (صَرْفاً) صرف الملائكة ، ويقال : صرف الأصنام عن شهادتهم عليهم أو صرف العذاب عن أنفسهم (وَلا نَصْراً) منعا (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ) يكفر منكم يا معشر المؤمنين ، ويقال : من يستقم منكم على الكفر يا معشر الكفار (نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (١٩)) فى النار (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) يا محمد (مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) كما تأكل (وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ) كما تمشى (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) أى بلية ابتلينا العربى بالمولى والشريف بالوضيع والغنى بالفقير ، يقول الله لأبى جهل وأصحابه (أَتَصْبِرُونَ) مع النبى محمد صلىاللهعليهوسلم سلمان وأصحابه حتى تكونوا معهم فى الدين والأمر سواء شرعا تجلسون معهم (وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (٢٠)) بأنهم لا يصبرون على ذلك ، ويقال : أتصبرون يا معشر أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم على أذاهم حتى أوفيكم ثواب الصابرين وكان ربك بصيرا بمن يؤمن وبمن لا يؤمن منهم.
(وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (٢١) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (٢٣) أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (٢٤) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩) وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (٣٠))