(وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) البعث بعد الموت يعنى أبا جهل وأصحابه (لَوْ لا أُنْزِلَ) هلا أنزل (عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) فيخبرون بأن الله أرسلك إلينا (أَوْ نَرى رَبَّنا) فنسأله عنك (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) عن الإيمان حيث سألوا رؤية الرب (وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (٢١)) أبوا عن الإيمان إباء كبيرا ، ويقال : اجترؤوا اجتراء كبيرا حيث سألوا نزول الملائكة عليهم (يَوْمَ) وهو يوم القيامة (يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ) عند الموت (لا بُشْرى) تقول لهم الملائكة لا بشرى (يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) للمشركين بالجنة (وَيَقُولُونَ) يعنى الملائكة (حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢)) حراما محرما البشرى بالجنة على الكافرين ، ويقال : (وَيَقُولُونَ) يعنى الكفار عند رؤية الملائكة (حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢)) بعدا بعيدا بيننا وبينكم (وَقَدِمْنا) عمدنا (إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ) خير فى الدنيا (فَجَعَلْناهُ) فى الآخرة (هَباءً مَنْثُوراً (٢٣)) كتراب يسطع من حوافر الدواب ، ويقال : كشىء يجول فى ضوء الشمس إذا دخلت فى كوة يرى ولا يستطاع أن يمس (أَصْحابُ الْجَنَّةِ) محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه (يَوْمَئِذٍ) وهو يوم القيامة (خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) منزلا (وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (٢٤)) مبيتا من منزل أبى جهل وأصحابه ومبيتهم (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) عن الغمام لنزول الرب بلا كيف (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥)) الأول فالأول (الْمُلْكُ) القضاء (يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) العدل (لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦)) شديدا عسره وشدد ذلك اليوم على الكافرين (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ) الكافر عقبة بن أبى معيط (عَلى يَدَيْهِ) على أنامله (يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧)) استقمت على دين محمد (١) (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨)) مصافيا فى الدنيا أبى بن خلف الجمحى (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ) عن التوحيد والطاعة (بَعْدَ إِذْ جاءَنِي) محمد صلىاللهعليهوسلم بالتوحيد (وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩)) خاذلا يخذله عند ما يحتاج إليه (وَقالَ الرَّسُولُ) محمد صلىاللهعليهوسلم (يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (٣٠)) مسبوبا متروكا لم يقروا به ولم يعملوا بما فيه.
(وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (٣١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٩ / ٦) ، لباب النقول (١٦٣) ، وزاد المسير (٦ / ٨٥) ، والقرطبى (١٣ / ٢٥).