تَرْتِيلاً (٣٢) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٣٤) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦) وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (٣٧) وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨) وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (٤٠))
(وَكَذلِكَ) كما جعلنا أبا جهل عدوا لك (جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍ) قبلك (عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) من مشركى قومه (وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً) حافظا (وَنَصِيراً (٣١)) مانعا مما يراد بك (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أبو جهل وأصحابه (لَوْ لا) هلا (نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً) كما أنزلت التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود (كَذلِكَ) أنزلنا إليك جبريل متفرقا (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ) لنطيب به نفسك ونحفظ به قلبك (وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (٣٢)) بيناه تبيانا بالأمر والنهى ، ويقال : أنزلنا جبريل به متفرقا آية بعد آية (وَلا يَأْتُونَكَ) يا محمد (بِمَثَلٍ) بصفة وحجة وبيان (إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِ) بصفة وبيان وحجة فيها نقص حجتهم (وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (٣٣)) تبيانا وحجة حجتهم (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ) يجرون (عَلى وُجُوهِهِمْ) يوم القيامة (إِلى جَهَنَّمَ) يعنى أبا جهل وأصحابه (أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً) منزلا فى الآخرة وعملا فى الدنيا (وَأَضَلُّ سَبِيلاً (٣٤)) عن الحق والهدى.
(وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) يعنى التوراة (وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥)) معينا (فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) التسع يعنى فرعون وقومه القبط فلم يؤمنوا (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (٣٦)) أهلكناهم إهلاكا بالغرق بعضهم على آثر بعض (وَقَوْمَ نُوحٍ) أيضا أهلكناهم (لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ) يعنى نوحا وجملة الرسل (أَغْرَقْناهُمْ) بالطوفان (وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً) عبرة لكيلا يقتدوا بهم (وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) للمشركين مشركى مكة (عَذاباً أَلِيماً (٣٧)) وجيعا فى النار (وَعاداً) أهلكنا قوم هود (وَثَمُودَ) قوم صالح (وَأَصْحابَ الرَّسِ) قوم شعيب (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨)) لم نسمهم أهلكناهم (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) بينا لكك قرن عذاب القرون الذين قبلهم فلم يؤمنوا (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩))