سورة الطلاق
معنى السورة : الطلاق : هو تخلية المرأة عن قيد الزواج أي الانفصال بين الزوجين. والطلاق : يأتي اسما ومصدرا .. نحو : طلقت المرأة من زوجها .. من باب «قتل» فهي طالق بغير هاء. قال الأزهري : وكلهم يقول : طالق بغير هاء قال وأما الأعشى في هذا البيت من الشعر :
أيا جارتا بيني فإنك طالقه |
|
كذاك أمور الناس غاد وطارقه |
فقال الليث : أراد طالقة غدا وإنما اجترأ عليه لأنه يقال : طلقت فحمل النعت على الفعل. وقال ابن فارس : امرأة طالق : أي طلقها زوجها وطالقة غدا فصرح بالفرق لأن الصفة غير واقعة. وقال ابن الأنباري : إذا كان النعت منفردا به الأنثى دون الذكر لم تدخله الهاء نحو : طالق .. طامث وحائض لأنه لا يحتاج إلى فارق لاختصاص الأنثى به. وقال الجوهري : يقال : طالق وطالقة وأنشد بيت الأعشى. وقال البصريون : إنما حذفت العلامة لأنه أريد به النسب والمعنى : امرأة ذات طلاق وذات حيض أي هي موصوفة بذلك حقيقة ولم يجروه على الفعل ويحكى عنه سيبويه : أن هذه نعوت مذكرة وصف بهن الإناث كما يوصف لمذكر بالصفة المؤنثة نحو : علامة ونسابة وهو سماعي .. ويقال : طلق الرجل امرأته تطليقا فالمرأة مطلقة ـ اسم مفعول ـ وطلق الرجل فهو مطلق ـ اسم فاعل .. وبتخفيف اللام أي طلقت المرأة من زوجها تطلق طلاقا بمعنى : انقطعت عن زوجها وتركته أو فارقته. وجاء الفعل «طلق» بتشديد اللام في القرآن الكريم.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم باسم مصدر الفعل المخفف «طلق» أي طلاقا وليس «تطليقا» نظرا لأهمية معنى اللفظة في بناء الأسرة ثم تفككها ولهذا قيل : إن أبغض الحلال عند الله الطلاق. وقد تصدرت هذه اللفظة الآية الكريمة الأولى من هذه السورة الشريفة في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ..) صدق الله العظيم.