(فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) (٩)
(فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) : الفاء رابطة لجواب الشرط. أمه : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. هاوية : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : فمأواه النار.
** (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) : جمع «موزون» وهو العمل الذي له وزن عند الله تعالى أو يكون «جمع «ميزان» وثقلها رجحانها أي ثقلت من الحسنات بمعنى ثقلت لاتباعهم الحق في الدنيا وثقلها في الآخرة. وقيل : اختلف الناس في الموازين .. فقيل : إن العبد توزن أعماله تجعل حسناته في كفة وسيئاته في كفة فإن رجحت حسناته دخل الجنة وإن رجحت سيئاته هوى في النار ..
** (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) : المعنى : مأواه النار لأن جهنم تكون أما للكافر إذا كان مصيره إليها ومأواه وكل شيء جمع شيئا وضمه إليه فهو أم له. ومن ذلك قولهم : أم الرأس : وهو مجتمع الدماغ .. وأم القرى : وهي مكة المكرمة وتسمى أيضا أم رحيم .. وأم السماء : هي المجرة .. وأم عبيد : هي الصحراء .. وأم الكتاب : هو اللوح المحفوظ .. وأم القرآن : فاتحة الكتاب. وجمع «الأم» من الناس : أمهات ولغير العاقل أمات ويقال : هوت ـ تهوي ـ هويا فهي هاوية ـ اسم فاعلة. وكل شيء من قريب يقال : أهوى ـ الفعل الرباعي ـ وكل شيء من بعيد يقال : هوى ـ الفعل الثلاثي. قال تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) لأنه من بعيد. أي كما يأوي الطفل إلى أمه .. وفي القول تهكم بهم. وأصل الهاوية المكان المنخفض جدا.
(وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) (١٠)
(وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع خبر «ما» الثانية. والهاء للسكت لتتبين بها حركة ما قبلها والضمير يعود على الداهية التي دل عليها قوله (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) أو هو ضمير «هاوية» بمعنى : وما أعلمك أيها الإنسان ما هذه الهاوية المهلكة والاستفهام فيه للتهويل والتعجب من هولها.
(نارٌ حامِيَةٌ) (١١)
(نارٌ حامِيَةٌ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي. أي هي نار. حامية : صفة ـ نعت ـ لنار مرفوعة مثلها وعلامة رفعهما ـ الموصوف والصفة ـ الضمة المنونة بمعنى : نار حارة أي شديدة الحرارة.