(يَدُعُّ الْيَتِيمَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اليتيم : مفعول به منصوب بالفتحة.
** (يَدُعُّ الْيَتِيمَ) : المعنى يدفعه دفعا عنيفا بجفوة ـ يقال : دعه ـ يدعه ـ دعا .. من باب «رد» بمعنى : دفعه. أما «اليتيم» فمعناه : المنفرد. وسميت «الدرة» يتيمة لانفرادها وأنها لا نظير لها. يقال : يتم الصبي ـ ييتم ـ يتما ـ بفتح الياء وضمها .. من بابي «تعب» و «قرب» و «اليتم» في الناس من قبل الأب وفي غير الناس من قبل الأم ويقال : أيتمت المرأة إيتاما فهي موتم ـ اسم فاعل ـ بمعنى : صار أولادها يتامى .. فإن مات الأبوان فالصغير : لطيم. وإن ماتت أمه فقط فهو عجي .. ويطلق «اليتيم» على كل فرد يعز نظيره بعد إطلاقهم القول «درة يتيمة» أي لا نظير لها وتطلق لفظة «اليتيم» على «الطير» في حالة موت الآباء والأمات لأنهما جميعا يلقمانه ويزقانه.
(وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٣)
(وَلا يَحُضُ) : الواو عاطفة. لا : نافية للتأكيد. يحض معطوفة على «يدع» وتعرب إعرابها بمعنى : ولا يحث أهله أو غيرهم.
(عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) : جار ومجرور متعلق بيحض. المسكين : مضاف إليه مجرور بالكسرة بمعنى : على إطعام المحتاج.
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (٤)
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) : الفاء استئنافية. ويل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. وهو نكرة وجاز الابتداء بالنكرة لأنه قريب من المعرفة لأنه اسم واد في جهنم. وقيل : هو في الأصل : مصدر لا فعل له معناه تحسر وقيل : هو اسم بمعنى : هلاك. ويرفع رفع المصادر لافادة معنى الثبات. للمصلين : جار ومجرور متعلق بخبر «ويل» المحذوف بتقدير : مستقر للمصلين. وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته ويجوز أن تكون الفاء واقعة في جواب شرط محذوف بتقدير : فإذا كان الأمر كذلك فويل للمصلين.
** (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) : المعنى : ولا يحث أهله أو نفسه على إطعام الفقير المحتاج فحذف مفعول «يحض» اختصارا. جاء في الحديث : «رحم الله رجلا قال : يا أهلاه .. صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعهم في الجنة»