ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) (١) فصار التقصير في السفر واجبا ، كوجوب التمام في الحضر ، قالا : قلنا : إنما قال الله عزوجل : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) (٢) ، ولم يقل افعلوا فكيف أوجب ذلك؟ كما أوجب التمام في الحضر فقال عليهالسلام : أو ليس قد قال الله : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) (٣) ألا ترون أنّ الطواف بهما واجب مفروض ، لأنّ الله تعالى ذكره في كتابه ، وصنعه نبيه (صلىاللهعليهوآله) وكذلك التقصير بهما واجب مفروض ، لأنّ الله ذكره في كتابه ، وصنعه نبيه صلىاللهعليهوآله وذكره الله تعالى في كتابه الخبر (٤).
والدلالة بيّنة ، وقرينة التجوّز على فرضه قوله وفعله عليهالسلام والتعكيس موهون جدا ، الى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي لا داعي الى التعرّض لها بعد التأمل في الوجوه المتقدمة التي يمكن تحصيل القطع من ملاحظة كلّ منها بانفراده ، فإنّ من لاحظ جميع الأخبار الواردة في تفسير الآيات المتعلقة بالأحكام ، بل غيرها من القصص والمواعظ ، والمواعيد ، والأصول ، وغيرها مع ملاحظة مطابقة مداليل تلك الأخبار للآيات ، وكذا استشهاد الأئمة عليهمالسلام بها ، وكذا الصحابة ، والتابعين.
وعدم سؤالهم عن تفسيرها إلّا ما كان متشابها منها يقطع بأن مداليلها الظاهرة مقصودة منها ، وإن كان غيرها مقصودة أيضا سيّما مع كون الكتاب على نظم عجيب ، ونمط غريب ، واشتماله على وجوه الفصاحة والبلاغة
__________________
(١) النساء : ١٠١.
(٢) النساء : ١٠١.
(٣) البقرة : ١٥٨.
(٤) من لا يحضره الفقيه ج ١ ص ١٤١ ، تفسير العيّاشي ج ١ ص ٢٧١.