والاستعارات الرائقة ، والكنايات المبتكرة الفائقة ، ومحاسن العبارات ، ولطائف الإشارات وغيرها من الأمور المتوقفة على فهم المعنى ، كيف ولو لم يكن ما نفهمه من الظواهر مقصودا لم نقدر على استنباط تلك الأمور وفهمها ، ولا على العلم بكونه معجزة باقية على مرّ الدهور والأيّام ، بل علما لهداية كافّة الأنام.
وأيضا لم يعهد الطعن على أحد في الإحتجاج في إثبات المسائل الأصولية والفقهيّة والكلاميّة ، ومن ثمّ ترى كلّ ذي فنّ وعلم يجتهد في انتهاء علمه الى الكتاب ، والاستدلال به لمقصوده.
وأيضا لم يمنع أحد عن تفسير الكتاب وتدريسه وتصنيفه بل نجد كثيرا من أصحابهم ممّن صنّف فيه ، وفي خصوص الآيات المتعلقة بالأحكام المضبوطة عندهم بما يقرب من خمسمائة ، بل نجد التفاسير المأثورة عنهم عليهمالسلام كتفسير مولانا أبي محمّد العسكري عليهالسلام وغيره مطابقة للظواهر المستفادة إلّا ما كان فيها من المواطن والتأويلات.
وأيضا المعهود من طريقة جميع أصحاب المذاهب والملل والأديان والنحل إتّباع الكتاب المنزل عليهم من ربّهم أو الموروث من رئيسهم ، وصاحب مذهبهم.
ومن ثمّ لم يعهد من الله سبحانه ذمّ اليهود والنصارى بالعمل بما وجدوه في التوراة والإنجيل بل ورد الأمر بإقامتهما واتباع ما أنزل الله فيهما.
بل لعلّ الضرورة قائمة على لزوم العمل بالظواهر المستفادة من الكتب الإلهية سيّما القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بل وكانت الأمّة مجمعة على ذلك حتّى الأخباريين منهم ، حتى أنّ جملة منهم قد صدّروا كتبهم ، والاستدلال على مطالبهم بالآيات القرآنية ، كصاحب «روضة