الواعظين» ، و «دعائم الإسلام» و «جامع الأخبار».
وقال ثقة الإسلام في «الكافي» : وأنزل عليه الكتاب فيه البيان والتبيان قرآنا عربيّا غير ذي عوج لعلهم يتّقون ، الى أن استدل بجملة من الآيات على وجوب التفقّه في الدين (١).
والصدوق قد استدلّ في مواضع من «الفقيه» و «الإعتقادات» و «إكمال الدين» وغيرها من كتبه بجملة من الآيات ، ولم تزل الشيعة الإماميّة بل الأمة كافّة مجتمعة على ذلك في جميع الأعصار والأمصار الى أن نشأ جملة من المحدّثين كالأمين الاسترابادي (٢) والشيخ الحرّ العاملي (٣) وبعض ممّن تبعهما فيه فرفضوا حجيّة الكتاب ، ومنعوا عن الاستدلال به ، لا لما كان سلمان (٤) يقوله
__________________
(١) خطبة كتاب الكافي ص ٣ الى ص ٧.
(٢) قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل : مولانا محمد أمين الاسترابادي فاضل محقق ماهر ، متكلّم فقيه ، محدّث ثقة ، جليل ، له كتب منها كتاب الفوائد المدنية ومصنفات أخرى يروى عن شيخنا زين الدين بن محمد بن الحسن العاملي ، وقد ذكره صاحب السلافة وأثنى عليه وذكر أنه جاور بمكة وتوفى بها سنة (١٠٣٦) كان رحمهالله في مبادئ أمره داخلا في دائرة الاجتهاد ، ثم رجع وألّف الفوائد وحمل في كتبه على المجتهدين.
(٣) قد مرّت ترجمته من قبل.
(٤) سلمان الفارسي : صحابي : من مقدميهم. كان يسمي نفسه سلمان الإسلام. أصله من أصبهان عاش عمرا طويلا ، واختلفوا فيما كان يسمى به في بلاده ، وقالوا : نشأ في قرية جيان ، ورحل الى الشام ، فالموصل ، فنصيبين ، وقرأ كتب الفرس والروم واليهود وقصد بلاد العرب ، فلقيه ركب من بني كليب فاستخدموه ، ثم استعبدوه وباعوه ، فاشتراه رجل من قرية فجاء به الى المدينة ، وعلم سلمان بخبر الإسلام ، فقصد النبي صلىاللهعليهوآله بقباء وسمع كلامه ، ولازمه أياما ، فأعانه المسلمون على شراء نفسه من صاحبه فأظهر إسلامه ، وكان قوي الجسم ، صحيح الرأي عالما بالشرائع وغيرها ، وهو الذي دلّ المسلمين على حفر الخندق في الأحزاب ، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار وكلاهما يقول : سلمان منّا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله سلمان منّا أهل البيت ، وسئل عنه علي عليهالسلام : امرؤ منّا وإلينا أهل