للناس على ما رواه شيخنا الكشي بإسناده عن محمد بن حكيم قال : ذكر عند أبي جعفر سلمان فقال ذاك سلمان المحمدي ، أنّ سلمان منّا أهل البيت ، إنّه كان يقول للناس هربتم من القرآن الى الأحاديث وجدتم كتابا رفيعا حوسبتم على التفسير والقطمير والفتيل ، وحبّة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم الى الأحاديث التي اتسعت عليكم ، إلخ (١).
بل لشبهة عرضت لهم قد نشأت من ملاحظة الأخبار الكثيرة الدّالة على أنّ علم الكتاب ممّا منح الله تعالى به الأئمّة عليهمالسلام ، وأنّه لا يعلم المحكم والمتشابه ، والناسخ ، والمنسوخ ، والعام ، والخاصّ منه غيرهم ، وأنّه يجب الرجوع إليهم في ذلك ، وأنّه لا يعلم تفسيره ولا تأويله وباطنه غيرهم ، وأنّه إنما يعرف القرآن من خوطب به ، وأنّه لا يعلمه كما أنزله الله تعالى غيرهم.
وقد عقد في «الوسائل» بابا لعدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلّا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة عليهمالسلام ، وأورد فيه أخبارا يقضي
__________________
البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الأول ، والعلم الآخر ، وكان بحرا لا ينزف ، وجعل أميرا على المدائن ، فأقام فيها الى أن توفي سنة ٣٦ ه.
الأحاديث في فضائل سلمان كثيرة منها ما عن منصور بن بزرج قال : قلت للصادق عليهالسلام ما أكثر ما أسمع منك سيدي ذكر سلمان الفارسي ، قال عليهالسلام : لا تقل سلمان الفارسي ولكن قل سلمان المحمدي أتدري ما كثرة ذكري له؟ قال : لا قال عليهالسلام : لثلاث خصال : إحداهما إيثاره هوى أمير المؤمنين عليهالسلام على نفسه ، والثانية حبّه للفقراء واختياره إياهم على أهل الثروة والعدد ، والثالثة حبّه للعلم والعلماء ، إن سلمان كان عبدا حنيفا مسلما وما كان من المشركين. ومنها عن الصادق عليهالسلام ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام يحدّثان سلمان بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه.
طبقات ابن سعد ج ٤ ص ٥٣ ، الأعلام للزركلي ج ٣ ص ١٦٩ ، سفينة البحار ج ١ ص ٦٤٦ ، حلية الأولياء ج ١ ص ٤١٩.
(١) قاموس الرجال ج ٤ ص ٤١٩.