وفي «تأويل الآيات» نقلا عن «مصباح الأنوار» لشيخ الطائفة بالإسناد عن المفضّل قال : دخلت على الصّادق عليهالسلام ذات يوم ، فقال لي يا مفضّل هل عرفت محمّدا وعليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام كنه معرفتهم؟ قلت : يا سيّدي وما كنه معرفتهم؟ قال عليهالسلام : يا مفضّل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السّنام الأعلى (١) ، قال : قلت : يا سيدي عرّفني ذلك ، قال : يا مفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزوجل وذرأه وبرأه ، وأنّهم كلمة التقوى ، وخزّان السماوات والأرضين ، والجبال ، والرّمال ، والبحار ، وعلموا كم في السّماء من نجم ، وملك ، ووزن الجبال ، وكيل ماء البحار ، وأنهارها ، وعيونها ، وما تسقط من ورقة إلّا علموها ، (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ ، وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٢) وهو في علمهم وقد علموا ذلك ، فقلت يا سيّدي وقد علمت ذلك وأقررت به وآمنت قال عليهالسلام : نعم يا مفضّل يا مكرّم ، نعم يا محبور ، نعم طيّب طبت وطابت لك الجنة ولكلّ مؤمن بها) (٣).
وفي «البصائر» ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام : قال : قلت له : جعلت فداك ، النبيّ صلىاللهعليهوآله ورث علم الأنبياء كلّهم؟ قال عليهالسلام : نعم ، قلت : من لدن آدم إلى انتهى الى نفسه؟ قال : نعم قلت : ورثهم النبوّة وما كان في آبائهم من النبوّة والعلم؟ قال عليهالسلام : ما بعث الله نبيا إلّا وقد كان محمّد صلىاللهعليهوآله أعلم منه ، إلى أن قال عليهالسلام وسليمان بن داود قال للهدهد حين فقده
__________________
(١) السنام الأعلى : أي أعلى مدارج الإيمان ، وسنام كلّ شيء أعلاه.
(٢) الأنعام : ٥٩.
(٣) بحار الأنوار ج ٧ ص ٣٠٣ ط القديم عن مصباح الأنوار.