وشكّ في أمره : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ) (١) وكان المردة (٢) والريح ، والنمل ، والإنس ، والجنّ ، والشياطين له طائعين ، وغضب عليه ، فقال : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٣) وإنّما غضب عليه لأنه كان يدلّه على الماء ، فهذا وهو طير قد أعطي ما لم يعط سليمان. الى أن قال عليهالسلام : إنّ الله يقول في كتابه : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) (٤) فقد ورثنا نحن هذا القرآن ، فعندنا ما تسير به الجبال ، وتقطع به البلدان ، ويحيى به الموتى بإذن الله ، ونحن نعرف ما تحت الهواء ، وإن كان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر من الأمور التي أعطاها الله الماضين النبيين والمرسلين إلّا وقد جعله الله تعالى ذلك كله لنا في أمّ الكتاب ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٥) ، ثم قال عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (٦) ، فنحن الذين اصطفانا الله فقد ورثنا علم هذا القرآن الّذي فيه تبيان كل شيء. (٧)
وفي «تفسير القمي» وغيره عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام في خبر طويل وفيه : فجاءهم النبي صلىاللهعليهوآله بنسخة ما في الصحف الأولى ، وتصديق الذي بين يديه ،
__________________
(١) النمل : ٢٠.
(٢) المردة : بفتح الميم والراء والدال جمع المارد وهو العاصي والمراد بها الجن.
(٣) النمل : ٢١.
(٤) الرعد : ٣١.
(٥) النمل : ٧٥.
(٦) فاطر : ٣٢.
(٧) البحار ج ١٤ ص ١١٢ ح ٤ عن الكافي ج ١ ص ٢٢٦.