كلامه التفصيل المستفاد من تبيان الشيخ رحمهالله المؤيّد بالعلوي المروي في الإحتجاج حسب ما مرّ حكايتها.
__________________
حتى عصفت بتلك البلاد عواصف الأيام وألجأت المترجم له إلى الالتجاء بقرية (فسا) وابتدأ هناك بتصنيف الحدائق حتى ثار طاغية شيراز (نعيم داغ خان) في سنة ١١٦٣ وقتل حاكم فسا وهجم على دار المترجم له وهو مريض ونهبت أمواله وأكثر كتبه ففّر منها مريضا بعائلته صفر اليد بناحية اصطهبانات ولبث بها مدة يقاسي مرارات الآفات ولكن تلك الظروف القاسية ، والمواقف الحرجة لم تمنعه عن المطالعة والتأليف فتراه في خلالها كلها مكبّا على مطالعاته ، جادّا في تأليفاته ، سائرا في نهجه ، فقد أنتج من بين الظروف وهاتيك الأدوار كتبا قيّمة ناهزت الأربعين سيما الحدائق الناضرة ولنعم ما قال في حقه العلامة المولى شفيع الجابلقي البروجردي في إجازته الكبيرة المسماة ب الروضة البهية في الإجازات الشفيعية : أما الشيخ المحدث المحقق الشيخ يوسف قدسسره صاحب الحدائق فهو من أجلّاء هذه الطائفة ، كثير العلم ، حسن التصانيف ، نقي الكلام ، بصير بالأخبار المروية عن الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) يظهر كمال تتبعه وتبحره في الآثار المرويّة بالنظر إلى كتبه سيما الحدائق الناضرة ، فإنها حقيق أن تكتب بالنور على صفحات وجنات الحور ، وكل من تأخر عنه استفاد من حدائقه ، وكان ثقة ، ورعا ، عابدا ، زاهدا .. فلينظر إلى ما وقع على هذا الشيخ من البلايا والمحن ، ومع ذلك كيف اشغل نفسه وصنف تصنيفات فائقة؟ .. أرباب التراجم وأصحاب المعاجم بعده كلهم أثنوا عليه ، قد حلّ المترجم له بالحائر المقدس على عهد زعيمها الأكبر المحقق البهبهاني قبل سنة ١١٦٩ ودارت بينه وبين البهبهاني مناظرات كثيرة في الأبحاث العلميّة ، توفي قدسسره رابع ربيع الأول سنة ١١٨٦ ودفن بالحائر.
الأعلام ج ٩ ص ٢٨٦ ، روضة البهية ، مقدمة الحدائق للسيد عبد العزيز الطباطبائي.