سيما بعد ملاحظة الأخبار الواردة في تفسيرها حسبما تسمع إنشاء الله تفصيل الكلام فيها وفي قوله تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً) (١) وغيره مما يدل على الأمرين ، ولذا جاء بالفعل في الثلاثة على صيغة الأفعال ، والرابعة على صيغة التفعيل ، بل نبّه سبحانه بجعله فرقانا بعد كونه قرآنا مجتمعا في النزول ، أو في صفة وجوده ، وبالجملة هذا الفرق بين الفعلين وإن لم ينبّه عليه جمهور أهل اللغة إلّا أنّه لا بأس بعد مساعدة الأخبار ودلالتها على قسمي النزول ، ومناسبة الإطلاق لهما في خصوص الموارد.
ففي «الكافي» عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (٢) ، وإنما أنزل القرآن في عشرين سنة بين أوله وآخره فقال عليهالسلام : نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان الى البيت المعمور ، ثم نزل في طول عشرين سنة ثم قال عليهالسلام قال النبي صلىاللهعليهوآله : نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان ، وأنزل القرآن في ليلة ثلاث وعشرين (٣).
وفيه وفي «الفقيه» بالإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال نزلت التوراة في ست مضين من شهر رمضان ، ونزل الإنجيل في اثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ، ونزل الزبور في ليلة ثمان عشرة من شهر رمضان ، ونزل
__________________
(١) الأسراء : ١٠٦.
(٢) البقرة : ١٨٥.
(٣) الأصول من الكافي كتاب فصل القرآن باب النوادر الحديث السادس ج ٢ ص ٤٦٠ ط. الإسلامية.