وأما خبر المفضّل فكأنه خرج مخرج التجوز والمسامحة في التعبير حسبما يسمّيها الناس سورتين للفصل ، ولذا وقع مثله في خبر «الهداية» وغيره مع التصريح بالاتحاد.
وأما الأنفال والتوبة فبعض العامّة وإن نسب الى أئمتنا عليهمالسلام القول بالاتحاد ، إلّا أنّ الظاهر من عدم تعرّض أحد من الأصحاب لذلك في باب قراءة السورة التامة في الفريضة العدم.
بل في العلوي المرويّ في «المجمع» تعليل عدم نزول البسملة على رأس سورة برائة بأنّ بسم الله للأمان والرحمة ، ونزلت براءة لرفع الأمان بالسيف (١).
ويؤيّده الأخبار الكثيرة من طرق الفريقين المشتملة على بيان سبب نزول السورة ، حيث علّق الحكم فيها بنزول السورة لا الآية والآيات ، بل الأخبار الدالّة على فضلها ، وفضل الأنفال ، مؤيدا بتقرير الثابت في المصاحف ، وضبط آيات كلّ منها وغير ذلك ممّا يشير الى استقرار المذهب على التعدد ، سيّما مع سكوتهم عن الحكم بالاتحاد عند البحث عن وجوب التبعيض مع تعرّضهم للحكم في السورتين المتقدمتين ، وأما ما رواه العيّاشي والطبرسي في تفسيرهما عن مولانا الصادق عليهالسلام من اتحادهما (٢).
ففيه ، مع الغضّ عن ضعف السند ، وعدم ثبوت مثل هذا الحكم بمثله ، أنّه لا يصلح لمقاومة ما مرّ ، مضافا إلى عدم صراحة المتن في المطلوب ، وإن كان ظاهرا فيه ، نعم قد يؤمي إليه عدّهما سابعة السبع الطول ، وإن قيل : إنّ ذلك
__________________
(١) مجمع البيان تأليف الفضل بن الحسن الطبرسي المطبوع بطهران من منشورات المعارف الإسلامية (ج ٥ ص ٢).
(٢) تفسير العيّاشي ج ٢ ص ٧٣ ، والبحار ج ١٩ ص ٦٩ ، والصافي ج ١ ص ٦٨٠ ، مجمع البيان ج ٥ ص ١.