السور الطول مكان التوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، والمثاني مكان الزبور ، وفضّلت بالمفصل ثمان وستين سورة ، وهو مهيمن على سائر الكتب فالتوراة لموسى ، والإنجيل لعيسى ، والزبور لداود صلىاللهعليهوآله (١).
وفي «مجمع البيان» أنّه قد شاع في الخبر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : أعطيت لمكان التوراة السبع الطول ، ومكان الإنجيل المثاني ، ومكان الزبور المئين ، وفضّلت بالمفصّل ، قال وفي رواية واثلة بن الأسقع (٢) : وأعطيت مكان الإنجيل المئين ، ومكان الزبور المثاني ، وأعطيت فاتحة وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها أحد قبلي ، وأعطاني ربي المفصّل نافلة (٣).
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٤٣٩ ط الإسلامية بطهران.
(٢) واثلة بن الأسقع بن عبد العزي : صحابي ، من أهل الصفة. كان قبل إسلامه ينزل ناحية المدينة. ودخل المسجد بالمدينة والنبي صلىاللهعليهوآله يصلى الصبح ، فصلى معه وكان من عادة النبي صلىاللهعليهوآله إذا انصرف من صلاة الصبح تصفح وجوه أصحابه ، ينظر إليهم فلما دنا من واثلة أنكره ، فقال من أنت؟ فأخبره ، فقال صلىاللهعليهوآله ما جاء بك؟ قال : أبايع فقال صلىاللهعليهوآله : على ما أحببت وكرهت؟ قال : نعم وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتجهز الى تبوك ، فشهدها معه. قيل خدم النبي (صلىاللهعليهوآله ثلاث سنين ، ثم نزل البصرة وكانت له بها دار وشهد فتح دمشق وسكن قرية البلاط على ثلاثة فراسخ منها وحضر المغازي في البلاد الشامية ، وتحول الى بيت المقدس ، فأقام ويقال : كان مسكنه ببيت جبرين وكفّ بصره وعاش ١٠٥ سنين وقيل : ٩٨ سنة وهو آخر الصحابة موتا في دمشق ، له ٧٦ حديثا ووفاته بالقدس أو بدمشق سنة ٨٣ ه. أسد الغابة ج ٥ ص ٧٧ ، الأعلام ج ٩ ص ١٢٠.
(٣) مجمع البيان ج ١ مقدمة الكتاب الفن الرابع في ذكر أسامي القرآن ومعانيها.