وانقطاعه عمّا بعدها ، ويقال : إنّ الآية هي القصّة والرسالة ، قال كعب بن زهير (١) : ألا أبلغا هذا المعرّض آية أيقظان هذا القول أم قال ذا الحلم ، أي رسالة فمعنى الآيات القصص ، أي قصّة تتلو قصّة.
وعن ابن السكيت : خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم لم يدعوا ورائهم شيئا ، فمعنى الآية جماعة من الحروف دالّة على معنى مخصوص ، ووزنها فعله بسكون العين ، أو بفتحها ، أو فاعله ، قال في الصحاح : الآية : العلامة ؛ والأصل أوية بالتحريك ، قال سيبويه (٢). موضع العين من الآية واو لأنّ ما كان موضع العين منه واوا ياء أكثر مما موضع العين واللام منه ياء ، مثل شويت أكثر من حييت ، ويكون النسبة إليها آووي.
__________________
(١) كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني : شاعر عالي الطبقة ، من أهل نجد له ديوان شعر مطبوع كان ممّن اشتهر في الجاهلية ، ولمّا ظهر الإسلام هجا النبي صلىاللهعليهوآله وأقام يشبّب بنساء المسلمين ، فهدر النبي صلىاللهعليهوآله دمه فجاءه كعب مستأمنا وقد أسلم ، وأنشده لا ميتّه المشهورة التي مطلعها : «بانت سعاد وقلبي اليوم مبتول» فعفا عنه النبي صلىاللهعليهوآله وخلع عليه بردته وهو من أعرق الناس في الشعر ، قوله في أمير المؤمنين عليهالسلام مشهور :
صهر النبي وخير الناس كلهم |
|
فكل من رامه بالفخر مفخور |
صلى الصلوة مع الأمي أولهم |
|
قبل العباد وربّ الناس مفخور |
خزانة الأدب ج ٤ ص ١١ ـ الأعلام ج ٦ ص ٨١ ـ سفينة البحار ج ٢ ص ٤٨٣.
(٢) سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشير : إمام النحاة وأول من بسط علم النحو ـ ولد في إحدى قرى شيراز ، وقدم البصرة فلزم الخليل بن أحمد ففاقه ، وصنّف كتابه المسمى «كتاب سيبويه» في النحو لم يصنع قبله ولا بعده مثله ، ورحل الى بغداد ، فناظر الكسائي وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم وعاد الى الأهواز فتوفي بها ، قيل : وفاته وقبره بشيراز. ولد سنة ١٤٨ ه وتوفي سنة ١٨٠ ه وسيبويه بالفارسية رائحة التفاح.
ـ وفيات الأعيان ج ١ ص ٣٨٥ ـ تاريخ بغداد ج ١٢ ص ١٩٥ ـ الأعلام ج ٥ ص ٢٥٢.