لأنه مفرد وكلّ مفرد فإنه لا يعدّ لبعده عن شبه الجملة ، فأما المركّب فما أشبه الجملة ووافق رؤوس الآي فإنه يعدّ مثل طه ، وحم ، وألم.
أقول : ومن هنا يظهر انهم اعتبروا في معناها معنى الجمعية التي أحد معانيها من قولهم خرج القوم بآيتهم أي بأجمعهم ، وإن كانت مع ذلك عبرة وعلامة واضحة ، وحجة بينة على صدق النبي صلىاللهعليهوآله ولذا كان كل آية منه معجزة أبد الدهر ، وعلى الحقائق الكلية والعلوم الربانية ، والمعارف الإلهية التي هي دليل عليها حسبما سمعت فكأنه قد لوحظت في المنقول إليه جميع المعاني كما هو الأوفق بالجمعية المعتبرة في مسماها فإن الأظهر حصول النقل الشرعي فيها.
ولذا قال الجاحظ (١) : سمى الله كتابه اسما مخالفا لما سمى العرب كلامهم
__________________
بيته فأعطاه الأكفان ووهب له مالا جزيلا وتاب النباش على يده ثم وفيّ بنذره وألّف كتاب مجمع البيان انتهى قال المحدث النوري في مستدركات الوسائل بعد نقل هذه الحكاية ومع هذا الاشتهار لم أجدها في مؤلف أحد قبله وربما نسبت الى العالم الجليل المولى فتح الله الكاشاني صاحب تفسير منهج الصادقين وخلاصته وشرح هذه الحكاية مع بعدها في نفسها من حيث بقاء حياة المدفون بعد الإفاقة أنها لو صحّت لذكرها في مقدمة مجمع البيان لغرابتها ولاشتمالها على بيان السبب في تصنيفه مع أنه لم يتعرض لها والله أعلم ، توفى بسبزوار ونقل الى المشهد الرضوي ودفن في جوار الرضا عليهالسلام.
والطبرسي بالطاء المهملة والباء المفتوحتين والراء الساكنة بعدها سين مهملة نسبة الى طبرستان وهي بلاد مازندران ، قال في معجم البلدان الطبر بالتحريك هو الذي يشقق به الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس واستان الموضع أو الناحية فطبرستان أي ناحية الطبر لأن أكثر أهل تلك الجبال مسلحون بالطبر. مقدمة مجمع البيان ، الأعلام ج ٥ ص ٣٥٢ ، روضات الجنان ص ٥١٢.
(١) الجاحظ هو أبو عثمان عمرو بن بحر البصري اللغوي النحوي كان من غلمان النظام وكان من كبار أئمة الأدب ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة ومائلا الى النصب والعثمانية ولد في البصرة سنة ١٦٣ ه وتوفي فيها سنة ٢٥٥ ه فلج في آخر عمره وكان مشوه الخلقة وقيل في قبحه ، لو يمسخ الخنزير مسخا ثانيا ما كان إلّا دون قبح الجاحظ ، مات والكتاب على صدره ، قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه ، له تصانيف كثيرة منها «الحيوان» مجلدات و «البيان والتبيين» و «المحاسن والأضداد» و