على الجمل والتفصيل ، سمى جملته قرآنا كما سموا ديوانا ، وبعضه سورة كقصيدة وبعضها آية كالبيت ، وآخرها فاصلة كقافية.
ثم لا يخفى أن ما ذكرناه في تعريف الآية تعريف لفظي لم نقصد به إلّا المعرفة الإجماليّة التي يتميز بها النوع عن غيره في الجملة إذ لا يهمّنا الاستقصاء في تعريفه بما يسلم طردا وعكسا من المناقشات ، وإن كان ملحوظا فيما ذكرناه حيثيّة الجعل الشرعي الذي معها يسلم عن كثير من الاعتراض بخلاف ما ذكره القوم في المقام ، مثل ما قيل من أنها كل كلام يتصل الى انقطاعه ، أو أنها ما يحسن السكوت عليه ، أو أنها جماعة حروف ، الى غير ذلك مما لا يسلم منها لو لا اعتبار الحيثيّة المتقدّمة.
وأما الكلمة فعن الفراء وغيره أن فيها ثلث لغات : فتح الأول وكسر الثاني ، وهو الأشهر ، ويجوز سكون الثاني مع فتح الأول وكسره ، بل قد يقال باطراد الثلاثة في كل ما كان على فعل بفتح الفاء وكسر العين نحو كبد وورق وتطلق على كل لفظ وضع لمعنى مفرد ، وتجمع على كلمات وكلم على الأظهر من الأقوال فيها ، كما صرّح به في «الصحاح» وغيره.
وقد يقال : إنّها مشتقة من الكلم بالفتح فالسكون بمعنى الجراحة نظرا الى أن السمع والقلب يتأثران بها كما أنّ البدن قد يتأثر بالجراحة ، بل قد يكون الأول
__________________
«العثمانية» التي نقض عليها أبو جعفر الإسكافي والشيخ المفيد ، والسيد أحمد بن طاووس ومن أشعار الجاحظ ما أنشده في أواخر عمره عند المبرد :
أترجو أن تكون وأنت شيخ |
|
كما قد كنت في أيام الشباب |
لقد كذبتك نفسك ليس ثوب |
|
دريس كالجديد من الثياب |
الكنى والألقاب ، سفينة البحار ج ١ ص ١٤٦ ، الأعلام ج ٥ ص ٢٣٩.