أقرب الى الدوام ، وأبعد عن الالتيام والالتحام ، ولذا قيل : جراحات السنان لها التيام ولا يلتام ما جرح اللسان.
وفي «الصحاح» : الكلم الجراحة ، والجمع كلوم وكلام ، تقول كلمته كلما قال : وقرأ بعضهم (١) : دابة من الأرض تكلمهم (٢) ، أي تجرحهم ، وتسمهم ، لكنّه اشتقاق بعيد كما نبّه عليه نجم الأئمة (٣) وغيره ، وأبعد منه ما يتوهم من اشتقاقها من الكلام بالضم.
قال في القاموس : إنّه الأرض الغليظة ، وربّما يفسّر بالقوت ، قيل ومنه قولهم : شغلنا الكلام عن الكلام.
وأمّا الحرف ، فهو في الأصل بمعنى الطرف ، والنهاية ، والحدّ ، والشفير ، ومنه حرف الجبل ، وهو أعلاه المحدد ، وحرف لشفيره ، وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) (٤) ، أي على وجه واحد ، وهو أن يعبده على السراء دون الضراء ، أو في العلانية دون السر ، أو باللسان دون الجنان ، فإن الدين حرفان ، أو على ضعف في العبادة ، كضعف القائم على حرف ، أي طرف جبل ، الى غير ذلك ممّا يؤول إلى ما مرّ ، نعم قد غلب عرفا على هذه المسموعات التي
__________________
(١) المراد به ابن زرعة الذي قرأ تكلمهم بتخفيف اللام على ما صرح به الطبرسي مجمع البيان ج ص ٢٣٢.
(٢) النمل : ٨٢.
(٣) نجم الأئمة محمد بن الحسن الرضي الإسترابادي : محقق ، مدقق من نوادر الزمان من الإمامية له مصنفات رائعة فائقة منها : «شرح الكافية لابن الحاجب» في النحو و «شرح مقدمة ابن الحاجب المسماة بالشافية في علم الصرف» و «شرح القصائد السبعة لابن أبي الحديد» توفي نحو ٦٨٦ ه. خزانة الأدب للبغدادي ج ١ ص ١٢ والأعلام ج ٧ ص ٣١٧.
(٤) الحج : ١١.