الناطقون بالكتاب» (١).
وفي «تفسير القمّي» عن بريد (٢) ، عن الباقر عليهالسلام ، قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل الراسخين في العلم فقد علم جميع ما أنزل الله عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزّل عليه شيئا لم يعلّمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه ، قال : جعلت فداك إنّ أبا الخطّاب كان يقول فيكم قولا عظيما ، قال : وما كان يقول؟ قلت : قال : إنّكم تعلمون علم الحلال والحرام والقرآن ، فقال عليهالسلام : علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث بالليل والنهار» (٣).
وفي «البصائر» ما في معناه ، فيه : «وأيّ شيء الحلال والحرام في جنب العلم؟ إنّما الحلال والحرام في شيء يسير من القرآن» (٤).
ومن الشائع في أخبار الفريقين ، والعبارة للمفيد في «إرشاده» عن ابن نباتة ، قال : لمّا بويع أمير المؤمنين عليهالسلام بالخلافة خرج إلى المسجد معمّما بعمامة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لابسا برديه ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ ، وأنذر ، ثمّ جلس متمكّنا ، وشبّك بين أصابعه ، ووضعهما أسفل سرّته ، ثمّ قال عليهالسلام : يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني ، فإنّ عندي علم الأوّلين والآخرين ، أما والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ،
__________________
(١) تأويل الآيات الظاهرة : ص ٥٥٩ ، كنز الدقائق ج ٩ ص ٤٣٢ وفيه في ذيل الحديث : هذا على سبيل المجاز تسمية المفعول باسم الفاعل ، إذ جعل الكتاب هو الناطق ، والناطق غيره.
(٢) الظاهر أنّه بريد بن معاوية العجلي ، البجلي من أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام وثّقه النجاشي لأنّ القمّي روى عنه في تفسيره. (معجم رجال الحديث ج ٣).
(٣) تفسير القمّي : ٨٧ ـ ٨٨ ، والإختصاص ص ٣١٤ عن محمد بن مسلم.
(٤) بصائر الدرجات ص ٥٣ ، بحار الأنوار ج ٣٣ ص ١٩٥ عن البصائر.