المخصوصون بها.
وفي «المناقب» عن أبي القاسم الكوفي ، قال : روى في قوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (١) : «إنّ الراسخين في العلم من قرنهم الرسول صلىاللهعليهوآله بالكتاب ، وأخبر أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
قال : وفي اللغة الراسخ هو اللازم الذي لا يزول عن حاله ، ولن يكون كذلك إلّا من طعنة الله تعالى على العلم في ابتداء نشوءه كعيسى عليهالسلام في وقت ولادته (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ) (٢) فأمّا من يبقى السنين الكثيرة لا يعلم ثمّ يطلب العلم ، فيناله على قدر ما يجوز أن يناله منه فليس ذلك من الرّاسخين ، يقال : رسخت عروق الشجر في الأرض ، ولا يرسخ إلّا صغيرا.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أين الّذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذبا ، وبغيا علينا ، وحسدا لنا (٣) أن رفعنا الله سبحانه ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى العلم (٤) ويستجلى العمى ، لا بهم» (٥).
وفي «تأويل الآيات» عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) (٦) قال : «إنّ الكتاب لا ينطق ، ولكن محمد صلىاللهعليهوآله وأهل بيته هم
__________________
(١) آل عمران : ٧.
(٢) مريم : ٣٠.
(٣) في المصدر : وبغيا لنا ، وحسدا علينا.
(٤) في البحار : بنا يستعطى الهدى.
(٥) المناقب لابن شهر آشوب ج ١ ص ٢٨٥ ط قم ، وبحار الأنوار ج ٢٣ ص ٢٠٤ ح ٥٣ باب أنّهم عليهمالسلام أهل علم القرآن.
(٦) الجاثية : ٢٩.