يقول : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (١). (٢)
وقال عليهالسلام فيما كتبه للمأمون : إنّ الأئمة عليهمالسلام هم المعبّرون عن القرآن والناطقون عن الرسول بالبيان (٣).
وقال مولانا الصادق عليهالسلام بعد ذكر كلام طويل في تفسير القرآن إلى أقسام وفنون ووجوه تزيد على مائة وعشر إلى أن قال : وهذا دليل واضح على أن كلام الباري سبحانه لا يشبه كلام الخلق كما لا تشبه أفعاله أفعالهم ولهذه العلّة وأشباهها لا يبلغ أحد كنه حقيقة تفسير كتاب الله تعالى إلا نبيّه وأوصيائه (٤).
ثمّ اعلم أن ما ذكر في السؤال من حصر وجوه الدلالة فيما هو المعروف عند أهل العرف ممنوع جدا فإنّ التفاهم بالدلالات الثّلاث إنما هو للعامّة وللخواصّ والخصّيصين طرق أخرى لا يجري بها القلم ، ولا يحتوي عليها الرقم ، وناهيك في ذلك أنّ جواب كل سؤال مطويّ فيه مستفاد منه بالقواعد التكسيرية التي ليست من الدلالات اللفظية ، بل يشهد به أيضا ملاحظة العلوم المستنبطة من الحروف المقطّعة في فواتح السور. وقول أبي جعفر عليهالسلام لأبي لبيد : إنّ لي فيها لعلما جمّا (٥) ، واستخراج قيام الأئمة والخلفاء منها. وما ذكره عليهالسلام في جواب وفد (٦) فلسطين حيث سألوا عن الصمد من العلوم الغريبة التي يشتمل على جملة منها الخبر إلى أن قال عليهالسلام : لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عزوجل
__________________
(١) آل عمران : ٧.
(٢) بحار الأنوار ج ١٩ ص ٢٨ باب تفسير القرآن بالرأي ط. القديم.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ج ٢ ص ١٢٢ ط. دار الكتب الإسلامية بطهران.
(٤) وسائل الشيعة ج ١٨ ص ١٤٨ عن المحكم والمتشابه للسيد المرتضى ص ٥.
(٥) الصافي للفيض في تفسير سورة البقرة ذيل تفسير (ألم) ص ٥٧ ع العياشي
(٦) الوفد بفتح الواو وسكون الفاء : قوم يجتمعون فيردون البلاد.