تَأْوِيلُهُ) (١) وذلك أنّك قد سمعت منّا أولا أن التصديق التفصيلي في هذا الباب غير ممكن لنا ، كيف وهو موقوف على تمام العلم والإحاطة بظاهر القرآن وباطنه ، وباطن باطنه ، وهكذا إلى سبعة بطون أو سبعين بطنا أو أزيد من ذلك ، بل قد ورد أنّ الكلمة من آل محمّد عليهمالسلام لتنصرف على سبعين وجها فما ظنّك بالقرآن الذي لا يعلمه إلّا الله والراسخون في العلم.
ولذا قال مولانا الباقر عليهالسلام لقتادة (٢) على ما رواه في «الكافي» في الصحيح ويحك يا قتادة إن كنت قد فسّرته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به (٣) وقال مولانا الصادق عليهالسلام لابن الصباح : إنّ الله علّم نبيّه التنزيل والتأويل ، فعلّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه خطب خطبة ذكر فيها : أن عليا هو أخي ، ووزيري ، وهو خليفتي وهو المبلّغ عني ، إن استرشدتموه أرشدكم ، وإن خالفتموه ظللتم ، إنّ الله أنزل عليّ القرآن وهو الذي من خالفه ضلّ ، ومن يبتغي علمه عند غير عليّ هلك (٤).
وقال مولانا الرضا عليهالسلام لابن الجهم (٥) اتق الله ، تأوّل كتاب الله برأيك ، فإن الله
__________________
(١) يونس : ٣٩.
(٢) قتادة بن دعامة من أكابر محدّثي العامة ومفسّريهم ، وقيل إنه أحفظ أهل البصرة وكان رأسا في العربية ومفردات اللغة وأيام العرب والنسب ، ويظهر منه أنّه كان محبا لعلي أمير المؤمنين عليهالسلام حيث سمع خالد بن عبد الله قوله السيء في عليّ عليهالسلام قام فانصرف قائلا في حق خالد : زنديق ورب الكعبة. ولد قتادة في سنة ٦١ ه ومات بواسط في الطاعون سنة ١١٨ ه.
(٣) بحار الأنوار ج ص ١٣٩ ط القديم باب تأويل قوله تعالى : (سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً) إلخ.
(٤) بحار الأنوار ج ٧ ص ٢٨٢ ط القديم عن الأمالي للصدوق.
(٥) ابن الجهم هو علي بن محمد بن الجهم هو من المنحرفين عن أهل البيت ، ولذا قال الصدوق في العيون بعد ما نقل كلماته مع علي بن موسى الرضا عليهماالسلام في مجلس المأمون : هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه ، وبغضه ، وعداوته لأهل البيت عليهمالسلام.