المصطفى ، يا أيها النّاس لعلّكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلّا مفتر ، أنا أخو رسول الله ، وابن عمّه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدّته ، أنا رحى جهنّم الدائرة ، وأضراسها الطاحنة ، أنا مؤتم البنين والبنات ، أنا قابض الأرواح ، وبأس الله الّذى لا يردّه عن القوم المجرمين ، أنا مجدّل الأبطال ، وقاتل الفرسان ، ومبيد من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيّد الأوصياء ، ووصيّ خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم ، وخازن علم رسول الله ووارثه ، أنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين ، فاطمة التقيّة النقيّة الزكيّة البرّة المهديّة حبيبة حبيب الله ، وخير بناته وسلالته ، وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط ، وولداي خير الأولاد ، هل أحد ينكر ما أقول؟
أين مسلموا أهل الكتاب؟ أنا اسمى في الإنجيل أليا ، وفي التوراة بريّا ، وفي الزّبور أديّ ، وعند الهند كبكر ، وعند الروم بطريا وعند الفرس جبتر ، وعند الترك بثير ، وعند الزنج حيتر ، وعند الكهنة بوىء ، وعند الحبشة بثريك ، وعند أمّي حيدرة ، وعند ظئرى (١) الميمون ، وعند العرب عليّ ، وعند الأرمن فريق وعند أبي ظهير ، ألا وإنّي مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم ، يقول الله عزوجل : «إنّ الله مع الصادقين» (٢).
وأنا المؤذّن في الدّنيا والآخرة ، قال الله عزوجل : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (٣) أنا ذلك المؤذّن ، وقال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ
__________________
(١) الظئر (بكسر الظاء) : العاطفة على ولد غيرها ـ المرضعة لولد غيرها.
(٢) ليست هذه الجملة بعينها في القرآن ولكن مفادها يستفاد من سورة البقرة الآية (١٧٧) والآية (١٩٤).
(٣) الأعراف : ٤٣.