السابع الاختلاف بالزيادة والنقصان كقوله : (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (١) وما عملت أيديهم (٢).
قال في «المجمع» حكاية عن الشيخ أبي جعفر الطوسي قدسسرهما : أنّ هذا الوجه أملح ، لما روى عنهم عليهمالسلام من جواز القراءة بما اختلف القرّاء فيه (٣).
أقول : لكنّك قد سمعت تظافر أخبارنا على ردّ خبر نزوله على سبعة أحرف ، وعلى فرضه فمقتضاه نزوله على الوجوه السبعة ، وأين هذا من جواز متابعتهم في قراءاتهم المختلفة الّتى ستسمع اختلافها.
ومنها ما يقال : من أنّ المراد سبع لغات من طوائف العرب كلغة هوازن ، وهذيل ، وقريش ، ويمن ، وكنانة ، وتميم ، وثقيف.
كما يقال : إنّ «الجبت» (٤) لم يكن معروفا في لغة أهل الحجاز ، وإنّما هو في لغة أهل الحبشة بمعنى السّحر ، لكنّ العرب أدخلوه في لغتهم.
قال الفيروزآبادي (٥) في «القاموس» : ونزل القرآن على سبعة أحرف ، أى
__________________
(١) يس : ٣٥.
ومثل هذا القسم أيضا. (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (البقرة : ٢٣٨) و (صلاة العصر) ذكرها الطبري في «التفسير» ج ٢ ص ٣٤٨ عن مصحف أم سلمة ، وعائشة ، وحفصة زوجات النبي صلىاللهعليهوآله ونحوه أيضا : (أَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ) (الكهف : ٨٠) (وكان كافرا) أخرجه ابن جرير في «التفسير» ج ١٦ ص ٣ عن قتادة في حرف أبيّ بن كعب ومصحف ابن مسعود.
(٢) بدون الهاء كما في مصاحف أهل الكوفة ، راجع الكشّاف ج ٢ ص ٢٥٢.
(٣) مجمع البيان ج ١ ص ٢٦.
(٤) النساء : ٥١.
(٥) الفيروزآبادي : أبو طاهر محمد بن يعقوب اللغوي مجد الدين الشيرازي ولد بكازرون من أعمال شيراز سنة (٧٢٩) وتوفى سنة (٨١٧) ـ الاعلام ج ٨ ص ١٩.